الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل كثرة الوساوس تؤدي إلى النسيان وضعف في التركيز؟

السؤال

السلام عليكم.

كيف يفرق الموسوس بين الوساوس والأسئلة العادية، وهل كثرة الوساوس والقلق تؤدي لضعف التركيز والنسيان؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

الوسواس حين يكون مستحوذًا وفي شكل أفكار واضحة تكون الفكرة فكرة سخيفة لكنّها مُلحّة، أي أن الإنسان يحاول أن يطردها ولا يقبلها، لكن يجد صعوبة شديدة في ذلك، ويُسبِّب للإنسان القلق. أمَّا الأسئلة العادية التي تُطرح على الإنسان فلا تُسبِّب هذا، والوساوس في معظمها يكون محتواها محتوى ديني أو محتوى جنسي أو حول أشياء عنيفة، هذه هي المحتويات الرئيسية للوساوس الفكرية.

والفرق واضح جدًّا من خلال ما ذكرته، وليست كل الوساوس حقيقة تصل لمرحلة القهريَّة، يعني يمكن أن يكون الوسواس مجرد فكرة خفيفة، مثلاً واحد يُريد أن يتجنب الأوساخ ويغسل يده مرتين أو ثلاثة أو أربعة، هذا نقول أنه لديه بدايات وسواسية، مثلاً الإنسان يتأمَّل في الذات الإلهية لكن بصورة متدبِّرة، قد يدخل هذا الشخص في وسواس، لكن لا يكون قهريًّا، لا يكون مرضيًّا، لا يكون شديدًا، لا يكون مُطبقًا، لأنه يستطيع أن يتخلص منه، ... وهكذا.

بالنسبة للعلاقة بين الوسواس والقلق وضعف التركيز: نعم الوسوسة الشديدة حين تكون مستحوذة – وكذلك التوتر النفسي والقلق النفسي – قطعًا تؤدي إلى ضعف التركيز، لأن الإنسان تتطاير أفكاره، وتتداخل، ويحصل شيئًا من التشويش الشديد، والفكرة لا تجد الفرصة كي يتمعَّن فيها الإنسان ويحفظها ليُسجّلها في دماغه، لذا يحدث النسيان والتشوش.

فإذًا القلق والوسواس هي من أكبر أسباب ضعف التركيز والنسيان، لأن المعلومات لا تُسجّل بصورة صحيحة، وهذه الحالات أصبحت الآن علاجها سهل جدًّا، وكل مَن يعاني منها ننصحه بأن يذهب إلى الطبيب النفسي ليتم علاجها أوَّل بأوَّل، حتى لا تُصبح مزمنة وتتمكّن من الإنسان.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً