الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية إخراج شاب مما هو فيه من المعاصي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعرف شخصاً يعاني من مشكلة،، وأحب أن أساعده بأي طريقة، وأتمنى أنكم تفيدوني؛ لأن الموضوع بالنسبة لي مهمٌ جداً.

عمره 21 سنة، وهو طالب في كلية الهندسة، وقد كان -ما شاء الله عليه- ملتزماً جداً، وهناك أناس اهتدت عن طريقه بنصحه لهم، لكن الشاب الآن تغير كثيراً، مع أنه لا يزال محافظاً على الصلوات في المسجد والحمد لله.

لكن للأسف يعرف بنات كثيراً جداً، ولا يستطيع السيطرة على نفسه، ويرى أنه من المستحيل أن يرجع كما كان، ويرجع الشخص المحترم، وأن الزواج هو الطريق الوحيد حتى يرجع كما كان، فهو الآن يحتقر نفسه جداً، ويتمنى لو يستطيع أن يسيطر على نفسه، لكنه يرى أنه غير قادر ومستحيل ذلك.

أرجوكم ساعدوني، فأنا محتاجة جداً لمساعدته، ولو بأي حاجة، أتمنى أن تفيدوني، أرجوكم أرجوكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mero حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإننا نشكر لك هذه المشاعر الطيبة، وندعوك للإكثار من الدعاء لهذا الشاب، ونتمنى أن يجد من الرجال الصالحين من يأخذ بيده ويدله على طريق الخير؛ لأن الرجل يأخذ من الرجل ويتأثر به، كما أن المرأة تنتفع من نصح أخواتها، ولا مانع من إخبار من يستطيع أن يأخذ بيده، أو تحريض بعض محارمك للأخذ بيده والاجتهاد في نصحه، مع ضرورة تذكيره بما كان عليه من الخير، وتنبيهه إلى عظم مكانته في نفوس الزملاء.

وأرجو أن يعلم أن أول خطوات السيطرة على نفسه تكون بالاستعانة بالله وباللجوء إليه، ثم بغضه لبصره وبُعده عن مواطن الفتيات، ومراقبة رب الأرض والسماوات.

وقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (ما تركت فتنة بعدي أضر على الرجال من النساء)، وقال عليه الصلاة والسلام: (إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء؛ فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء).

ولا مانع من نصحه إذا أمنت الفتنة، وذلك بأن تكوني مع مجموعة من الفتيات، مع أننا لا نفضل هذا الأسلوب؛ لما فيه من الفتنة والخطورة، مع ضرورة التأكد من أن هذا الأسلوب يمكن أن يثمر؛ لأن كثيراً من الرجال لا يقبل بنصح النساء، بل قد يدفعه ذلك للعناد والإساءة، ومن هنا فنحن نفضل الاكتفاء بالدعاء، وتسليط من يستطيع النصح له، والأجر لك ثابتٌ، وتكوني بذلك قد أديت ما عليك.

وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله، ثم بالخوف من معصيته، ونسأل الله أن يحفظ هذا الشاب وشباب المسلمين، وأن يكثر في الأمة من الصالحات المصلحات من أمثالك، وأن يخلص أمتنا من الاختلاط في أمكان الدراسة والعمل.

وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً