الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تصيد الزوج أخطاء زوجته وعتابها عليها

السؤال

السلام عليكم رحمة الله وبركاته

زوجي يتصيد أخطائي بشكل كبير، لدرجة أني أصبحت أخاف من الخطأ، وحتى لو كان الخطأ نتيجة النسيان فإن زوجي يعاتبني عليه، رغم أنه يعذر نفسه حين ينسى أي شيء، لكنه لا يعذرني إذا نسيت ويتهمني بالإهمال وعدم الاهتمام بالشيء، ويقول لي: لو كنت مهتمة لما حدث نسيان.

وأحياناً أتصرف بشكل صحيح ولكن لكونه غير مقتنع بتصرفي يصفه بالخاطئ ويوبخني عليه، ويتهمني بالغباء، فماذا تقولون له؟

علماً بأن هذا الشيء منه وغيره من الأسباب كالغربة والعناية بالطفل وعدم وجود صحبة صالحة وقريبة وبعض المشاكل الصحية يجعلني أغضب بسرعة، وعندما أغضب يزيد من غضبي بوصفه لي بأني مجنونة، وغير ذلك من ألفاظ يؤلمني أنها تصدر منه، رغم أني لا أعامله بهذه الطريقة عندما يغضب، فماذا تقولون لهذا الزوج؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن رسولنا صلى الله عليه وسلم كان خير الناس لأهله، وهو قدوتنا صلوات ربي وسلامه عليه، فكان يمسح الدمعة ويدخل البسمة ويحتمل الأذى من أهله، وكان يقول: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)، وإذا لم يحصل التسامح في الحياة الزوجية فأين يحصل؟ وإذا لم تتسع نفوس الأزواج لبعضهم فماذا يفعل الآخرون؟

وقد جاءت الشريعة بالوصية بالنساء، وكرر النبي صلى الله عليه وسلم قول الوصية مراراً، لكون المرأة هي الأضعف، وهي تشبه الأسير عند الرجل، وما أكرم النساء إلا كريم، وحاجة المرأة في بلاد الغربة إلى العطف والاحتمال أكبر وأشد.

وأرجو أن تبحثي عن أسباب تلك المعاملة، وهل كانت هكذا منذ البداية؟ وهل زوجك يواجه مشاكل في العمل أو أزمة مالية؟ وهل عنده ظروف صحية؟ وما أسلوبك في الرد عليه عندما يتكلم معك؟ وهل أنت ممن يقارن بينه وبين الآخرين؟ وهل هو ناجح في حياته أم فاشل؟ وما هو دورك تجاهه في كل الأحوال؟ وما هي الدرجة العلمية التي نالها كل واحد منكما؟

وسوف نكون سعداء إذا وصلتنا إجابات عن كل الأسئلة، وهي على كل حال تساؤلات تفتح لك آفاقا واسعة لفهم حقيقة ما يحصل، وكنا نتمنى أن تذكري لنا إيجابيات الزوج بعد أن ظهرت لنا بعض الأشياء التي تضايقك.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، واعلمي أن الحياة الزوجية لا تخلو من الأزمات، وأن المطلوب هو حسن التعامل مع المشاكل وإعطاء المشكلة حجمها الحقيقي، وحصرها في إطارها الزماني والمكاني، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب امل

    انا كذللك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً