الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تدل آية: (أم حسب الذين اجترحوا السيئات...) على عذاب القبر ونعيمه؟

السؤال

ما رأيكم في الاستدلال بهذه الآية على نعيم القبر وعذابه: أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم؟ لأنهم لو قالوا لا نعيم في القبر ولا عذاب، فهذه تسوية بين المؤمنين والكفار أو بين المذنبين وغير المذنبين في الممات، والله تعالى نفى التسوية بينهما في الحياة والممات.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنه لا يبعد الاستدلال بالآية على ما ذكر. وأغلب كلام المفسرين عند هذه الآية يذكر الآخرة بشكل عام، ويدخل فيها حياة البرزخ وعذاب القبر ونعيمه، فإن القبر أول منازل الآخرة.

قال الشوكاني في تفسيره للآية: الجملة مستأنفة لبيان تباين حالي المسيئين والمحسنين وهو معنى قوله: {أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات}، أي نسوي بينهم مع اجتراحهم السيئات وبين أهل الحسنات {سواء محياهم ومماتهم} في دار الدنيا وفي الآخرة كلا، لا يستوون، فإن حال أهل السعادة فيهما غير حال أهل الشقاوة ...اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني