السؤال
ضمة القبر لا ينجو منها أحد، ولكن ماذا عن الموتى الذين لم يدفنوا كالذين ماتوا بتفجير أو من القصف؟
وهل ينجو من ضمة القبر الشهيد الذي مات في سبيل إعلاء كلمة الله عز وجل؟ وماذا بالنسبة لمن استشهد في سبيل الله وعمره لم يتجاوز الثامنة عشر؟
نرجو الإفادة وجزاكم الله عنا كل خير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ضمة القبر لا ينجو منها أحد، فهي تعم الكبير والصغير، والمؤمن و الكافر، للأحاديث الدالة على ذلك، منها: ما أخرجه أحمد عن عائشة- رضي الله عنها- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن للقبر ضغطة، لو كان أحد ناجياً منها، نجا منها سعد بن معاذ . وصححه ابن حبان. وفي معجم الطبراني الكبير، وصححه الألباني عن أبي أيوب رضي الله عنه، أن صبيا دفن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو أفلت أحد من ضمة القبر لأفلت هذا الصبي.
والشهيد في سبيل الله كذلك، لا يستثنى من ضمة القبر، لكن الذي يختص به الشهيد في قبره أنه لا يفتن فيه؛ لما أخرجه النسائي عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أن رجلا قال: يا رسول الله، ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد؟ قال: كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة. وصححه الألباني.
وكذلك من لم يدفن يناله نصيبه من ضمة القبر.
قال السفاريني: من لم يدفن من مصلوب ونحوه، يناله نصيبه من فتنة السؤال وضغطة القبر. قال الإمام المحقق في كتاب الروح: مما ينبغي أن يعلم أن عذاب القبر هو عذاب البرزخ، فكل من مات وهو مستحق للعذاب يناله نصيبه منه قبر أم لم يقبر، فلو أكلته السباع، أو حرق حتى صار رمادا، أو نسف في الهواء، أو غرق في البحر وصل إلى روحه وبدنه من العذاب ما يصل من المقبور. اهـ.
وراجع للفائدة الفتويين: 134117 18370
والله أعلم.