السؤال
ما رأيكم في هذا الشعر حيث كنت أردده كثيرا ومن قريب قرأت عنه أنه ينادي بوحدة الوجود وهو :
الله قل، وذر الوجود وما حوا إن كنت مرتادا لنيل كمال
فالكل دون الله إن حققته عدم على التفصيل والإجمال
واعلم أنك، والعوالم كلها لولاه لفي محو وفي اضمحلالمن لا وجود لذاته في ذاته فوجوده لولاه عين محال
والعارفون فنوا بإن لم يشهدوا شيئا سوى المتكبر المتعال
ورأو سواه على الحقيقة هالكا في الحال والماضي والاستقبال
فهل علي وزر أني كنت أقول هذا الشعر ولا أعرف ماذا يعني ؟ جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الله تعالى أغنانا بما أنزله لنا من القرآن الكريم المشتمل على ما نحتاجه من التعريف به وبيان عظمته وكبريائه وجبروته ووعده ووعيده وأحكامه وأوامره ونواهيه عن التعلق بالأشعار ومقولات الناس، فالقرآن يؤجر من يتلوه ويردده بكل حرف عشر حسنات كما في الحديث الذي رواه الترمذي: من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول آلم حرف ولكن آلف حرف ولام حرف وميم حرف . وقد أمرنا الله بتلاوته والاهتداء به فقال: اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ {العنكبوت: 45 } وقال: أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ {العنكبوت: 51 } وقال: إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ {الاسراء: 9 }، وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث البخاري: من لم يتغن بالقرآن فليس منا . وقد فسر بعضهم الحديث بالتغني بالقرآن وتحسين الصوت به، وفسره بعضهم بالاستغناء به عن أخبار الأمم الماضية كما في فتح الباري، وقد ذكر ابن حجر في الإصابة أن لبيد بن ربيعة سئل عما أحدث من الشعر في الإسلام فقال : أبدلني الله بالشعر سورة البقرة وآل عمران .
وأما حكاية الأبيات بالنسبة لمن لم يكن معتقدا وحدة الوجود ولم يكن يفهمها منها فلا نرى أنه أثم، وراجع في الفناء عند القوم وأنواعه مدارج السالكين لابن القيم ومجموع الفتاوى لشيخ الاسلام، وراجع في خطورة وحدة الوجود وبيان بطلانها وفي بدعية الذكر باللفظ المفرد الفتاوى التالية أرقامها : 53523 ، 596 ، 7386 ، 11542 ، 40352 .
والله أعلم .