7 - باب اتخاذ المنبر وقدره واسم من صنعه وحنين الجذع واتخاذ العصا
[ 1524 / 1 ] وعن - رضي الله عنه - قال: أبي سعيد الخدري "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب إلى جذع، فأتاه رجل رومي فقال: أصنع لك منبرا تخطب عليه. فصنع له منبره هذا الذي ترون. قال: فلما قام عليه يخطب حن الجذع حنين الناقة إلى ولدها، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فضمه إليه فسكن، فأمر به أن يدفن ويحفر له".
ورواه . أبو بكر بن أبي شيبة
[ 1524 / 2 ] وفي رواية له: "إذا رأيتم فلانا يخطب على منبري فاضربوا رأسه".
[ 1524 / 3 ] ولفظه قال: وعبد بن حميد "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إلى جذع نخلة، فقال له الناس: يا رسول الله، قد كثر الناس - يعني: المسلمين - وإنهم ليحبون أن يروك، فلو اتخذت منبرا تقوم عليه فيراك الناس؟ قال: نعم، من يجعل لنا هذا المنبر؟ فقام إليه رجل فقال: أنا. قال: تجعله؟ قال: نعم. ولم يقل إن شاء الله. قال: ما اسمك؟ قال: فلان. قال: اقعد. فقعد، ثم عاد فقال: من يجعل لنا هذا المنبر؟ فقام إليه رجل فقال: أنا. قال: تجعله؟ قال: نعم. ولم يقل إن شاء الله. قال: ما اسمك؟ قال: فلان. قال: اقعد. فقعد، ثم عاد فقال: من يجعل لنا هذا المنبر؟ فقام إليه رجل فقال: أنا. فقال: تجعله؟ قال: نعم إن شاء الله. قال: ما اسمك؟ قال: إبراهيم قال: اجعله. فلما كان يوم الجمعة اجتمع الناس للنبي صلى الله عليه وسلم في آخر المسجد، فلما صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر واستوى عليه استقبل القبلة حنت النخلة حتى أسمعتني وأنا في آخر المسجد. قال: فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المنبر فاعتنقها، فلم يزل [ ص: 282 ] حتى سكنت ثم عاد إلى المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن هذه النخلة إنما حنت شوقا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فارقها، فوالله لو لم أنزل إليها فأعتنقها لما سكنت إلى يوم القيامة".
[ 1524 / 4 ] ورواه ولفظه: أبو يعلى "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم إلى خشبة يتوكأ عليها [ ص: 283 ] يخطب كل جمعة، حتى أتاه رجل من القوم فقال: إن شئت جعلت لك شيئا إذا قعدت عليه كنت كأنك قائم. قال: نعم. قال: فجعل له المنبر، فلما كان من الغد رأيتها قد حولت، فقلنا: ما هذا؟ قالوا: جاء النبي صلى الله عليه وسلم البارحة فلما جلس عليه حنت الخشبة حنين الناقة على ولدها حتى نزل النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده عليها، وأبو بكر وعمر فحولوها".
[ 1524 / 5 ] ورواه ولفظه: البزار "كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم خشبة يقوم إليها، فجاء رجل فأمره أن يجعل له كرسيا، فقام النبي صلى الله عليه وسلم يخطب عليه، - قال: فقلت للعوفي: أنت سمعته؟ قال: نعم، سمعته لعمري - فجاء النبي صلى الله عليه وسلم حتى احتضنها فسكنت". فحنت الخشبة التي كان يقوم عندها حتى سمع أهل المسجد حنينها
قال لا نعلمه عن البزار: إلا من وجهين: أحدهما: رواه أبي سعيد مجالد عن أبي الوداك. والثاني: عن محمد بن أبي ليلى عطية العوفي.
قلت: رواه ابن أبي شيبة من طريق وأبو يعلى مجالد، من طريق والبزار وفات ابن أبي ليلى، ما رواه البزار من طريق عبد بن حميد وهي أمثل الطرق الثلاث. أبي نضرة،