[ 297 ] وقال ثنا أبو يعلى الموصلي: الحسن بن عمر بن شقيق بن أسماء الجرمي، ثنا عن جعفر بن سليمان الضبعي ثنا أبي عمران الجوني، جندب قال: أتيت المدينة ابتغاء العلم، وإذا الناس في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم حلق حلق يتحدثون، قال: فجعلت أمضي إلى الحلق حتى أتيت حلقة فيها رجل شاحب عليه ثوبين كأنما قدم من سفر، فسمعته يقول: هلك أصحاب العقد ورب الكعبة ولا آسى عليهم، قالها ثلاث مرات، قال: فجلست إليه فتحدث مما قضي له، ثم قام، فلما قام سألت عنه، قلت: من هذا؟ قالوا: سيد المسلمين، أبي بن كعب فتبعته حتى أتى منزله، فإذا هو رث المنزل ورث الكسوة يشبه بعضه بعضا، فسلمت عليه، فرد علي السلام، ثم سألني ممن أنت؟ قلت: من هذا أهل العراق، قال: أكثر شيء سؤالا. قال: فلما قال ذلك غضبت فجثوت على ركبتي واستقبلت القبلة ورفعت يدي، فقلت: اللهم إنا نشكوهم إليك، إنا ننفق نفقاتنا، وننصب أبداننا، ونرحل مطايانا ابتغاء العلم، فإذا لقيناهم تجهمونا، [ ص: 215 ] وقالوا لنا فبكى أبي، وجعل يترضاني وقال: ويحك لم أذهب هناك، ثم قال: إني أعاهدك لئن أبقيتني إلى يوم الجمعة لأتكلمن بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أخاف فيه لومة لائم، ثم أراه قام، فلما قال ذلك انصرفت عنه، وجعلت أنتظر الجمعة لأسمع كلامه، قال: فلما كان يوم الخميس خرجت لبعض حاجاتي، فإذا السكك غاصة بالناس، لا آخذ في سكة إلا يلقاني الناس، قلت: ما شأن الناس؟ قالوا: نحسبك غريبا. قلت: أجل، قالوا: مات سيد المسلمين قال: فلقيت أبي بن كعب، أبا موسى بالعراق، فحدثته بالحديث، فقال: والهفاه ألا كان بقي حتى يبلغنا مقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم " . هذا إسناد رجاله ثقات.