[ 338 ] وقال ثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر: ثنا بشر بن السري، عن مهدي بن ميمون، محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، عن بشر بن شغاف، عن قال: "لما كان حين فتحت عبد الله بن سلام نهاوند أصاب المسلمون سبايا من اليهود، فأقبل رأس الجالوت فتلقى سبايا اليهود، وأصاب رجل من المسلمين جارية وضيئة صبيحة، فقال لي: هل لك أن تمشي معي إلى هذا الإنسان عسى أن يثمن لي في هذه الجارية، فانطلقت معه فدخلت على شيخ مستكبر له ترجمان، فقال لترجمانه: فقال لي: كذبت، وما يدريك ما [ ص: 235 ] بكتابي؟ قال: قلت: أنا أعلم بكتابك منك، قال: أنت أعلم بكتابي مني! قلت: نعم، أنا أعلم بكتابك منك، قال من هذا؟ قالوا: سل هذه الجارية، هل وقع عليها هذا العربي؟ قال: ورأيت أنه غار حين رأى حسنها، فراطنها بلسانه ففهمت الذي قال، قال: فقلت له: لقد أثمت بما تجد في كتابك بسؤالك هذه الجارية عما وراء ثيابها، قال: فانصرفت من عنده ذلك اليوم، فأرسل إلي رسولا ليأتيني بعزمة، وبعث إلي بدابة، قال: فانطلقت إليه احتسابا رجاء أن يسلم، فحبسني عنده ثلاثة أيام أقرأ عليه التوراة ويبكي، فقلت له: إنه والله هو النبي صلى الله عليه وسلم قيل الذي تجدونه في كتابكم. فقال: فكيف أصنع باليهود؟ قال: قلت: إن اليهود لن يغنوا عنك من الله شيئا، فأبى أن يسلم وغلب عليه الشقاء" . عبد الله بن سلام.
هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، بشر بن شغاف، وثقه ابن معين والعجلي، وذكره في الثقات، وأخرج له هو ابن حبان في صحيحيهما، وباقي رجال الإسناد على شرط والحاكم . مسلم