1481 - حدثنا محمد بن يوسف البيع ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن خلف ، قال : حدثنا حجاج ، (ح) ، وحدثنا المتوثي ، قال : حدثنا قال : حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا الحسن بن علي ، قال : سمعت الحجاج بن منهال ، يفسر حديث النبي صلى الله عليه وسلم : حماد بن سلمة ، " كل مولود يولد على الفطرة " ، فقال : " هذا عندنا حيث أخذ الله عليهم العهد في أصلاب آبائهم قال ألست بربكم قالوا بلى .
واعلم رحمك الله أن أخبار المصطفى صلى الله عليه وسلم التي أجمع أهل العلم بها على صحتها لا تتضاد ، وأقواله وكلامه صلى الله عليه وسلم لا تتناقض ولا تتناسخ ، وربما صحت الأخبار عنه صلى الله عليه وسلم بالاختلاف والتناسخ ، فكان ذلك في التحليل والتحريم والتخفيف والتشديد للأمر يحدث ، والسبب يعرض وللعذر يحضر ، فأما الأخبار الواردة التي تجري مجرى الخبر عن الله عز وجل والإعلام عنه ، فمعاذ الله أن تتضاد هذه الأخبار أو تتناقض هذه الأقوال ، وإنما أتى من أتى فيها وافتتن [ ص: 75 ] من افتتن بها من اشتباه لفظها ، وضيق الأعطان وسوء الأفهام ، وضعف النحايز عن معرفتها ، وإلا فكيف يجوز لمتأول أن يتأول أن كل مولود على الفطرة ؟ وأريد بذلك أن كل مولود على دين الإسلام وشريعة الإيمان ، وصريح قول النبي صلى الله عليه وسلم وفصيح إعرابه الذي لا يحتمل التأويل ولا يتولد فيه التعطيل أتى بغير ما تأولته أصحاب هذه المقالة ، وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم : والوائدة هي القاتلة لابنتها ، والموؤودة هي الصبية الطفلة التي قتلها أبواها ، فلو كانت الموؤودة مسلمة لما كانت في النار وبالحري أن تكون في الجنة لا محالة على ما تتأوله القدرية لأنها طفلة مسلمة ومقتولة مظلومة ، وبقوله أيضا حين " الوائدة والموؤودة في النار " ، سئل عن أطفال المشركين فقال : " مع آبائهم في النار " ثم ويجوز أن يكون قوله صلى الله عليه وسلم : سئل عنهم ثانية فقال : " الله أعلم بما كانوا عاملين " ، أن السؤال الثاني خرج مخرج الاستفهام لما صاروا في النار فقال : " الله أعلم بما كانوا عاملين " [ ص: 76 ] [ ص: 77 ] [ ص: 78 ] [ ص: 79 ] [ ص: 80 ] " الله أعلم بما كانوا عاملين " .