1994 - حدثني أبو زكريا يحيى بن أحمد الخواص ، قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن ذريح ، قال : حدثنا قال : حدثنا محمد بن بكار ، سوار بن مصعب ، قال : حدثنا أبو يحيى الجزري ، عن عن ميمون بن مهران ، قال : " إن الله عز وجل لما بعث ابن عباس ، موسى بن عمران عليه السلام ، وأنزل عليه التوراة ورأى مكانه منه ، قال : اللهم إنك رب عظيم ، لو شئت أن تطاع لأطعت ، ولو شئت أن لا تعصى ما عصيت ، وأنت تحب أن تطاع وأنت في ذلك تعصى ، فكيف هذا أي رب ؟ قال : فأوحى الله عز وجل إليه : فإني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون ، قال : فانتهى موسى ، قال : فلما بعث الله عز وجل عزيرا وأنزل عليه التوراة بعدما رفعت عن بني إسرائيل ، فقالوا : إنما خصه بالتوراة من بيننا أنه ابنه ، فلما رأى عزير مكانه من ربه ، قال : اللهم إنك رب عظيم ، لو شئت أن تطاع لأطعت ، ولو شئت أن لا تعصى ما عصيت ، وأنت تحب أن تطاع وأنت في ذلك تعصى ، فكيف هذا أي رب ؟ قال : فأبت نفسه حتى سأل أيضا ، فقال : اللهم إنك رب عظيم ، لو شئت أن تطاع لأطعت ، ولو شئت أن لا تعصى ما عصيت ، وأنت تحب أن تطاع وأنت في ذلك تعصى ، فكيف هذا أي رب ؟ قال : فأوحى إليه أني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون ، فأبت نفسه حتى سأل أيضا ، فقال : اللهم إنك رب عظيم ، لو شئت أن تطاع لأطعت ، ولو شئت أن لا تعصى ما [ ص: 315 ] عصيت ، وأنت تحب أن تطاع وأنت في ذلك تعصى ، فكيف هذا يا رب ؟ قال : فأوحى الله إليه : يا فأوحى الله عز وجل إليه أني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون ، عزير هل تستطيع أن ترد أمس ؟ قال : لا ، قال : فهل تستطيع أن تصر صرة من الشمس ؟ قال : لا ، قال : فهل تستطيع أن تجيء بحصاة من الأرض السابعة ؟ قال : لا ، قال : فهل تستطيع أن تجيء بمكيال من الريح ؟ قال : لا ، قال : أفتستطيع أن تجيء بقيراط من نور ؟ قال : لا ، قال : فكذلك لا تقدر على الذي سألت عنه ، إني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون ، أما لأجعلن عقوبتك أن أمحو اسمك من الأنبياء فلا تذكر فيهم ، وهو نبي رسول ، قال : فلما بعث الله عز وجل عيسى ابن مريم عليه السلام ، وأنزل عليه الكتاب والحكمة ، وعلمه التوراة والإنجيل ، ويخلق من الطين كهيئة الطير ، ويبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله ، وينبئهم بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم ، فرأى مكانه من ربه ، قال : اللهم إنك رب عظيم ، لو شئت أن تطاع لأطعت ، ولو شئت أن لا تعصى ما عصيت ، وأنت تحب أن تطاع وأنت في ذلك تعصى ، فكيف هذا أي رب ؟ فأوحى الله عز وجل أني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون ، إنما أنت عبدي ورسولي وكلمتي ألقيتها إلى مريم وروح مني وخلقتك مثل آدم ، خلقته من تراب ، ثم قلت لك : كن ، فكنت ، لئن لم تنته ، لأفعلن بك مثل ما فعلت بصاحبك بين يديك ، يعني عزيرا ، قال : فانتهى عيسى وجميع من سمعه من الحواريين وغيرهم ، فقال : إن القدر سر الله عز وجل [ ص: 316 ] ، فلا تكلفوه " .