633  - أناه  الحسن بن أبي بكر ،  أنا عبد الصمد بن علي الطستي ،  أنا السري بن سهل الجنديسابوري ،  نا عبد الله بن رشيد ،  نا أبو عبيدة : مجاعة بن الزبير ،  عن يونس الواسطي ،  عن  سماك بن حرب ،  عن يزيد بن سلمة ،  عن أبيه ، أن رجلا ، قام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، أرأيت لو كان علينا أمراء يسألونا الحق ويمنعونا حقنا ، فنقاتلهم ، فقام  الأشعث بن قيس ،  فقال : تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عن أمر لم يحدث بعد ؟ فقال : لأسألنه حتى يمنعني ، فقال : يا رسول الله : أرأيت لو كان علينا أمراء يسألونا الحق ويمنعونا ، أنقاتلهم ؟ قال : " لا عليكم ما حملتم وعليهم ما حملوا " .  
 [ ص: 19 ] فلم يمنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هذا الرجل من مسألته ، ولا أنكرها عليه ، بل أجابه عنها من غير كراهة . 
وفي الآثار نظائر كثيرة لما ذكرناه . 
وأما تحريج عمر  في السؤال عما لم يكن ، ولعنه من فعل ذلك فيحتمل أن يكون قصد به السؤال على سبيل التعنت والمغالطة ، لا على سبيل التفقه وابتغاء الفائدة ، ولهذا ضرب صبيغ بن عسل ونفاه ، وحرمه رزقه وعطاءه ، لما سأل عن حروف من مشكل القرآن ، فخشي عمر أن يكون قصد بمسألته ضعفاء المسلمين في العلم ، ليوقع في قلوبهم التشكيك والتضليل بتحريف القرآن عن نهج التنزيل ، وصرفه عن صواب القول فيه إلى فاسد التأويل ، ومثل هذا قد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، النهي عنه والذم لفاعله . 
 [ ص: 20 ] 
				
						
						
