680 - أنا محمد بن أحمد بن رزق البزاز ، وعلي بن أحمد بن عمر المقرئ ، قالا : أنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي ، نا إبراهيم بن نصر ، مولى منصور بن المهدي ، قال : حدثني قال : سمعت إبراهيم بن بشار ، يقول : " إبراهيم بن أدهم ، " . الحزم في المجالسة : أن يكون كلامك عند الأمر ، والسؤال والمسألة ، في موضع الكلام على قدر الضرورة والحاجة مخافة الزلل ، فإذا أمرت فاحكم ، وإذا سئلت فأوضح ، وإذا طلبت فأحسن ، وإذا أخبرت فحقق ، واحذر الإكثار والتخليط ، فإن من كثر كلامه ، كثر سقطه
ولا يرفع صوته في كلامه عاليا ، فيشق حلقه ويحمي صدره ويقطعه ، وذلك من دواعي الغضب .
وقد حكي أن رجلا من بني هاشم ، اسمه تكلم عند عبد الصمد ، المأمون ، فرفع صوته ، فقال له المأمون : لا ترفعن صوتك يا إن الصواب في الأسد لا الأشد . عبد الصمد ،
ولا يخفي صوته إخفاء لا يسمعه الحاضرون ، فلا يفيد شيئا ، بل يكون مقتصدا بين ذلك .
ويجب عليه الإصلاح من منطقه ، وتجنب اللحن في كلامه والإفصاح عن بيانه ، فإن ذلك عون له في مناظرته ، ألا ترى إلى استعانة [ ص: 55 ] موسى بأخيه عليهما السلام حيث تقول : ( وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردءا يصدقني ) وقوله تعالى : ( واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي ) .