الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
( الثالثة ) : كون القرآن معجزة ليس هو من جهة فصاحته وبلاغته فقط ، أو نظمه وأسلوبه ، أو إخباره بالغيب والمغيبات ، ولا من صرف الدواعي والمعارضات ، بل هو آية ومعجزة ظاهرة ، ودلالة باهرة وحجة قاهرة من وجوه متعددة ، من جهة اللفظ ومن جهة النظم ومن جهة البلاغة في دلالة اللفظ على المعنى ، ومن جهة معانيه التي أمر بها ، ومعانيه التي أخبر بها عن الله تعالى وأسمائه وصفاته وملائكته وغير ذلك ، ومن جهة معانيه التي أخبر بها عن الغيب الماضي ، والغيب المستقبل ، ومن جهة ما أخبر به عن المعاد ، ومن جهة [ ص: 177 ] ما بين فيه من الدلائل اليقينية والأقيسة العقلية التي هي الأمثال المضروبة كما في قوله تعالى ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل وكان الإنسان أكثر شيء جدلا . وفي فأبى أكثر الناس إلا كفورا ، و لعلهم يتذكرون ، قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون فكل ما ذكره الناس من وجوه الإعجاز في القرآن فهو حجة على إعجازه ، ولا تناقض في ذلك بل كل قوم تنبهوا لما تنبهوا له كما في كلام شيخ الإسلام .

التالي السابق


الخدمات العلمية