الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( الرابعة ) : في بعض فضائل البسملة ، في ذلك أحاديث وآثار كثيرة جدا ، قال الزهري في قوله - تعالى : ( وألزمهم كلمة التقوى ) ، هي بسم الله الرحمن الرحيم . وروى الإمام [ ص: 35 ] أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم في تفسيره بسنده ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن بسم الله الرحمن الرحيم ، فقال : " هو اسم من أسماء الله - تعالى - وما بينه وبين اسم الله الأكبر إلا كما بين سواد العين وبياضها من القرب " . وكذلك رواه أبو بكر بن مردويه ، وروى الإمام أحمد ، وأبو داود ، والنسائي ، والحاكم في المستدرك ، واللفظ للنسائي ، عن أبي المليح - واسمه عامر وقيل زيد - بن أسامة بن عمير ، عن أبيه - رضي الله عنه - قال : كنت رديف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعثر بعيرنا ، فقلت : تعس الشيطان ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم : " لا تقل تعس الشيطان ، فإنه يعظم حتى يصير مثل البيت ، ويقول : بقوتي صرعته ، ولكن قل : بسم الله ، فإنه يصغر حتى يصير مثل الذباب " . وقال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه : من أراد أن ينجيه الله من الزبانية التسعة عشر ، فليقل : بسم الله الرحمن الرحيم ، فإنها تسعة عشر حرفا ، فيجعل الله كل حرف منها جنة من واحد منهم . ذكره ابن عطية والقرطبي وابن كثير في تفاسيرهم ، عن وكيع ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، عنه . قال أبو القاسم الجنيد بن محمد - قدس سره : في بسم الله هيبته ، وفي الرحمن عزته ، وفي الرحيم مودته . وفضائل البسملة غير محصورة ، وأدلة شرفها مشهورة .

التالي السابق


الخدمات العلمية