الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
فوائد

( الأولى ) : إنما بدأ المصنفون كتبهم بالبسملة ، تأسيا بالكتاب المنزل على النبي المرسل - صلى الله عليه وسلم - واقتداء به في مكاتباته للملوك وغيرهم ، وامتثالا لقوله - صلى الله عليه وسلم : " كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله [ ص: 34 ] الرحمن الرحيم ، ( فهو ) أقطع " . رواه عبد القادر الرهاوي في الأربعين البلدانية ، وكذا الخطيب من حديث أبي هريرة ، رضي الله عنه .

ومعنى ذي بال أي حال شريف ، يحتفل له ، ويهتم به من مصنف ودارس ومدرس وخطيب وخاطب ، وبين يدي كل الأمور المهمة ، ويعني بالأقطع ناقص البركة ، وقد يكون غير معتد به . وروى ابن ماجه ، والبيهقي من حديث أبي هريرة أيضا - رضي الله عنه - مرفوعا : " كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله والصلاة علي فهو أقطع أبتر ممحوق من كل بركة . تفرد بذكر الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - إسماعيل بن زياد ، وهو ضعيف ، وفي رواية : " كل أمر ذي بال لا يفتتح ( فيه ) بذكر الله . وقد روى أبو داود من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " كل كلام لا يبدأ فيه بحمد الله ، فهو أجذم " . إسناده صحيح .

التالي السابق


الخدمات العلمية