الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
تتمة :

هل الإسلام مثل الإيمان يدخله الزيادة ، والنقصان ويدخله الاستثناء أم لا ؟ خلاف مشهور . قال في شرح مختصر التحرير : وأما الإسلام فلا يجوز الاستثناء فيه بأن يقول المسلم : إن شاء الله بل يجزم به - قال ابن حمدان في نهاية المبتدئين : وقيل يجوز إن شرطنا فيه العمل . انتهى . واعلم أن الناس في الإسلام والإيمان على ثلاثة أقوال ، فالمرجئة يقولون الإسلام أفضل من الإيمان قالوا : فإنه يدخل فيه الإيمان ، وآخرون يقولون الإيمان والإسلام سواء وهم المعتزلة ، والخوارج ، وطائفة من أهل الحديث والسنة بل حكاه محمد بن نصر عن جمهورهم ، والقول الثالث أن الإيمان أكمل وأفضل وهذا هو الذي دل عليه الكتاب والسنة في غير موضع ، وهو المأثور عن الصحابة والتابعين لهم بإحسان كما في شرح الإيمان والإسلام لشيخ الإسلام ، وقال : الصحيح أن الإسلام هو الأعمال الظاهرة كلها .

قال : والإمام أحمد - رضي الله عنه - إنما منع الاستثناء فيه على قول الزهري هو الكلمة ، هكذا نقل الأثرم والميموني وغيرهما عنه ، وأما على جوابه الآخر الذي لم يختر فيه قول من قال الإسلام الكلمة فيستثني في الإسلام كما يستثني في الإيمان ، فإن الإسلام لا يجزم بأنه قد فعل كل ما أمر به من الإسلام ولذا [ ص: 439 ] قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده " و " بني الإسلام على خمس " فجزمه بأنه فعل الخمس بلا نقص كما أمر كجزمه بإيمانه فقد قال - تعالى - : ادخلوا في السلم كافة أي في الإسلام كافة أي في جميع شرائع الإسلام . قال شيخ الإسلام - قدس الله روحه - : وتعليل الإمام أحمد وغيره من السلف في اسم الإيمان يجيء في اسم الإسلام ، فإذا أريد بالإسلام الكلمة فلا استثناء فيه كما نص عليه الإمام أحمد وغيره ، وإذا أريد به فعل الواجبات الظاهرة فالاستثناء فيه كالاستثناء في الإيمان . قال شيخ الإسلام : ولما كان كل من أتى بالشهادتين صار مسلما متميزا عن اليهود ، والنصارى تجري عليه أحكام الإسلام التي تجري على المسلمين كان هذا مما يجزم به بلا استثناء فيه . قلت : والزيادة والنقصان يترتبان على ذلك وبالله التوفيق . وقد علمت ما عليه السلف وأئمة الدين وهو اعتقاد الطائفة الأثرية من أهل الفرقة الناجية بلا مين ولهذا قال :

التالي السابق


الخدمات العلمية