( الثالثة )
ورد أن أول من يأخذ كتابه بيمينه أبو سلمة بن عبد الأسد ، واسمه عبد الله ، وهو أول من يدخل الجنة من هذه الأمة بعد نبيها - صلى الله عليه وسلم - وهو أول من هاجر من مكة إلى المدينة .
وقال بعض علماء المالكية : أول من يعطى كتابه بيمينه وله شعاع كشعاع الشمس عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وبعده أبو سلمة . انتهى .
وروي أن أول من يأخذ كتابه بشماله أخو أبي سلمة بن عبد الأسد ، روي أنه يمد يده ليأخذه بيمينه ، فيجذبه ملك فيخلع يده ، فيأخذه بشماله من وراء ظهره ، وذلك لأنه كان خلع يد سلمة لما أراد أن يهاجر ، فمنع بنو المغيرة أم سلمة أن تسير مع أبي سلمة ، ونزعوا خطام البعير من يده فأخذوها منه ، فغضب رهط أبي سلمة وهم بنو عبد الأسد ، فاجتذبوا ابنه سلمة المذكور من أمه حيث أخذها رهطها ، ولم يدعوها تسير مع أبي سلمة فخلعوا يد الغلام - القصة .
فجوزي الأسود بخلع يده ، فالجزاء من جنس العمل .
قال القرطبي في تذكرته :
إذا وقف الناس على أعمالهم من الصحف التي يؤمر بعد البعث حوسبوا بها .
وأخرج ابن المبارك عن رجل من بني أسد قال :
قال عمر - رضي الله عنه - لكعب حدثنا من حديث الآخرة ، قال : نعم يا أمير المؤمنين ، إذا كان يوم القيامة رفع اللوح المحفوظ ، فلم يبق أحد من الخلائق إلا ، وهو ينظر إلى عمله ثم يؤتى بالصحف التي فيها أعمال العباد ، فتنشر حول العرش ثم يدعى المؤمن ، فيعطى كتابه بيمينه ، فينظر فيه .


