حدثنا محمد بن الحسن بن دريد، قال: حدثنا عبد الرحمن عن عمه، قال: سمعت [ ص: 23 ] أعرابيا يقول: فوت الحاجة خير من طلبها من غير أهلها، قال وسمعت آخر يقول: حمل المنن أثقل من الصبر على العدم. الأصمعي:
قال: وسمعت آخر يقول: النزاهة أشرف من سرور الفائدة، قال: وبلغني أن ابن عباس يقول: كما يتوخى بالوديعة أهل الثقة والأمانة فكذلك ينبغي أن يتوخى بالمعروف أهل الوفاء والشكر.
قال القاضي أبو الفرج: في هذا المعنى وما يضاهيه وما يخالفه أخبار وكلام لعلنا نأتي به فيما يستقبل من كتابنا هذا إن شاء الله.
وأنشدنا ابن دريد، قال أنشدنا أبو حاتم
رأيت الدهر بالأحرار يكبو ويرفع راية القوم اللئام كأن الدهر موتور حقود
فيطلب وتره عند الكرام
أظن الدهر أقسم ثم برا بأن لا يكسب الأموال حرا
لقد قعد الزمان بكل حر ونقض من قواه ما استمرا