الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
كتاب قيصر إلى عمر رضي الله عنه بشأن النخلة  

حدثنا محمد بن منصور بن أبي الجهم الشيعي، قال: حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا أبو قتيبة، قال: حدثنا يونس بن الحارث الطائفي، عن الشعبي، قال: كتب قيصر إلى عمر: أخبرك أن رسلي أتتني من قبلك فزعمت أن قبلكم شجرة ليست بخليقة لشيء من الخير، تخرج مثل آذان الحمر ثم تشقق عن مثل اللؤلؤ أحسبه قال: الأبيض ثم تخضر فتكون مثل الزمرد الأخضر ثم تحمر فتكون مثل الياقوت الأحمر، ثم تينع وتنضج فتكون كأطيب فالوذج أكل، ثم تيبس فتكون عصمة للمقيم وزادا للمسافر، فإن تكن رسلي صدقتني فلا أرى هذه الشجرة إلا من شجر الجنة. فكتب إليه عمر؟ "من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى قيصر ملك الروم: إن رسلك قد صدقتك، هذه الشجرة عندنا هي الشجرة التي أنبتها الله عز وجل على مريم حين نفست بعيسى ابنها عليه السلام فاتق الله ولا تتخذ عيسى إلها من دون الله، فإن مثل عيسى عندنا كمثل آدم، خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون، [ ص: 151 ] الحق من ربك فلا تكن من الممترين .

بعض ما تلحن فيه العامة الزمرد والزبرجد

قال القاضي رحمه الله: قد روينا هذا الخبر من طرق شتى، وفي بعضها ألفاظ ليست في بعض، وقوله الزمرد العامة يخطئون فيه فيقولون زمرد بالدال المهملة، ويقولون الزبرجذ بالذال المعجمة، والذي حكاه أهل اللغة عن العرب أنه الزمرد بالإعجام والزبرجد بالإبهام على عكس ما يقوله من لا علم به من العوام، وذكر بعض أهل المعرفة أن من فضل النخل أن جميعه في بلاد الإسلام، وأنه ليس في بلاد الشرك منه شيء.

التالي السابق


الخدمات العلمية