حدثنا عبيد الله بن محمد بن جعفر الأزدي ، قال : حدثنا قال : حدثني أبو بكر بن أبي الدنيا ، محمد بن الحسين ، قال : حدثني بعض أصحابنا ، قال : مأرب سبأ أصيب في ركن من أركانها :
ستأتي سنون هي المعضلا ت ترجع مل الهجعة الأجدل وفيها يهين الصغير الكبير
وذو الحلم يسكته الأجهل ترى الشيخ يلقي العصا طائعا
ويمشي عليها الفتى الأرجل
[ ص: 355 ]
ما يكن كائنا لا شك فيه يزده الصبح والليل اقترابا
وليسا زائدي شيئا تولى وحالا دونه إلا ذهابا
أيالك دهرا قد خلا عجبه دهرا تحول رأسه وذنبه
دهرا تداوله الإماء فقد ترضى بماء بطونها عربه
الأخير شر الأخير شر
قال القاضي : ترجع مل الهجعة أراد من الهجعة ، فحذف النون ، ولم يأت بالكلمة على أصلها لئلا ينكسر الشعر ، وهذا مذهب معروف في العربية إذا كانت هذه اللام ظاهرة كقولهم : بلعنبر وبلحرث وبلقين ، فإذا كانت اللام لا تظهر أخرج على أصله كقولك ، بنو الرحل ويقولون : بلمرة لظهور اللام ، قال الشاعر :
غدا بني علباء بكر بن وائل وعجا صدور الخيل نحر تميم
فما مل أشياء لأنس قولها لعل النوى بعد التغرق تصقب
فما أنسى مل أشياء لا أنسى قولها وأدمعها يغسلن حشو المكاحل
رأيت عرايتل أوسي يسمو إلى الخيرات منقطع القرين