الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
من أعلام النبوة

حدثنا محمد بن الحسن بن دريد ، قال : حدثنا أبو حاتم ، عن أبي عبيدة ، عن يونس ، قال : قال رجل من بني ليث : بعثني قومي إلى النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل مكة لآتيهم بخبره ، فقدمت فبت في جبل آل خويلد ، ومعي فلان بن فلان ، فلم أر كرعبه ، فقلت : أبهذا القلب تقاتل محمدا صلى الله عليه وسلم ، فقال : إن نفسي تخبرني أنه إن رآني قتلني ، فلما أصبح أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال لي الرجل : ائتني بخبره ولا يعلمن بمكاني ، قال : فأتيته فأجده جالسا بالأبطح في ثوبين أبيضين كأني أنظر إلى أعكان بطنه ، وبلال قائم يقرأ يس والقرآن الحكيم فقلت له : مره فليزدنا من هذا الكلام الطيب ، فقال : زده يا بلال ، فقرأ اقتربت الساعة وانشق القمر فدنوت منه فقلت : يا رسول الله ، كيف الإسلام ؟ قال : تشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وتفعل ما تؤمر به وتنهى عما تنهى عنه ، فقلت : يا رسول الله ! إن عندي أمانة لرجل أفأكتمها أم أحدثك بها ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اكتمها وهو فلان بن فلان ، بات معك في هذه الليلة في جبل آل خويلد وللظالمين مصارع ، الله صارعه فيها ؟ قال : ورحل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ورحلت معه فانكشفت هوازن ، ووقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك الرجل صريعا يركض برجليه ، فقال : أبعدك الله فإنك كنت تبغض قريشا .  

قال القاضي : في هذا الخبر علم من إعلام النبي صلى الله عليه وسلم الدالة على ثبوت رسالته ، وصحة نبوته ، وما أطلعه الله عليه من غيبه ، الذي يكرم من يخصه به ، وعلى منزلة قريش قوم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسرته ورهطه الأدنين وعزته . وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ، قال : " من يرد هوان قريش أهانه الله " وكيف يبغض ذو حجى قبيلا منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، سيد أصفيائه ، وخاتم أنبيائه .

التالي السابق


الخدمات العلمية