وصية أبي بكر ليزيد بن أبي سفيان
حدثنا محمد بن الحسن بن دريد قال أخبرنا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال ، قال أبو بكر رضي الله عنه وقد بعثه إلى ليزيد بن أبي سفيان الشام :
ولا تشاغل عنها بغيرها ، فإن الإمام تقتدي به رعيته وتعمل بعمله في نفسه ، وإذا وعظت فأوجز ، ابدأ بالصلاة إذا حل لك وقتها وإنما يغني منه ما وعي عنك . وإذا استشرت فاصدق الحديث تصدق المشورة ، ولا تدخرن عن المشير شيئا فتكون إنما تؤتي من نفسك ، ولا تلجن في عقوبة فإن أدناها وجيع ، ولا تسرعن إليها وأنت مكتف بغيرها ، ولا تكشف الناس عن أسرارهم ، واستغن بعلانيتهم ولا تجسس في عسكرك فتفضحه ، ولا تغفله فتفسده ، ولا تقاتلن بمجروح فإن بعضه ليس معه ، واستشل الناس بالدنيا فإن ذا النية تكفيك نيته ، ومن أعطيته شيئا بشيء فف له ، ولا تتخذن حشما تضع عنهم ما تحمله على غيرهم فإن ذلك يضغن الناس عليك ويستحلون به معصيتك . ولا تكثر الكلام فإن كثرة الكلام تنسي بعضه بعضا ،
قال القاضي : رضي الله عن أبي بكر فقد أبلغ في وصيته ، وبالغ في نصيحته ، ومن حفظ عنه ما علمه ، احتذى ما أشار به ورسمه ، كان سالكا محجة الرشاد ، في المعيشة والمعاد ، ونسأل الله التوفيق للسداد وحسن الاستعداد .