الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وصية أبي بكر ليزيد بن أبي سفيان

حدثنا محمد بن الحسن بن دريد قال أخبرنا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال ، قال أبو بكر رضي الله عنه ليزيد بن أبي سفيان وقد بعثه إلى الشام :

ابدأ بالصلاة إذا حل لك وقتها  ولا تشاغل عنها بغيرها ، فإن الإمام تقتدي به رعيته وتعمل بعمله في نفسه ، وإذا وعظت فأوجز ، ولا تكثر الكلام فإن كثرة الكلام تنسي بعضه بعضا ،  وإنما يغني منه ما وعي عنك . وإذا استشرت فاصدق الحديث تصدق المشورة ، ولا تدخرن عن المشير شيئا فتكون إنما تؤتي من نفسك ، ولا تلجن في عقوبة فإن أدناها وجيع ، ولا تسرعن إليها وأنت مكتف بغيرها ، ولا تكشف الناس عن أسرارهم ، واستغن بعلانيتهم ولا تجسس في عسكرك فتفضحه ، ولا تغفله فتفسده ، ولا تقاتلن بمجروح فإن بعضه ليس معه ، واستشل الناس بالدنيا فإن ذا النية تكفيك نيته ، ومن أعطيته شيئا بشيء فف له ، ولا تتخذن حشما تضع عنهم ما تحمله على غيرهم فإن ذلك يضغن الناس عليك ويستحلون به معصيتك .

قال القاضي : رضي الله عن أبي بكر فقد أبلغ في وصيته ، وبالغ في نصيحته ، ومن حفظ عنه ما علمه ، احتذى ما أشار به ورسمه ، كان سالكا محجة الرشاد ، في المعيشة والمعاد ، ونسأل الله التوفيق للسداد وحسن الاستعداد .

التالي السابق


الخدمات العلمية