الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
مقالة أعشى همدان في أهل البصرة والكوفة  

حدثنا محمد بن الحسن بن دريد قال: حدثنا العكلي قال: حدثنا سعيد بن يحيى الأموي قال: حدثني عمي عبيد بن سعيد عن مجالد عن الشعبي قال: قدمت البصرة فجلست في حلقة فيها الأحنف بن قيس، فقال لي رجل من أهل الحلقة: ممن أنت؟ قلت: من أهل الكوفة، فالتفت إلى جليسه فقال: هذا مولانا، فقلت له: أتدرون ما قال أعشى همدان فينا وفيكم؟ قال: وما قال؟ قلت:


وإذا فاخرتمونا فاذكروا ما فعلناه بكم يوم الجمل     بين شيخ خاضب عثنونه
وفتى أبيض وضاح رفل     جاءنا يهدر في سابغة
قد ذبحناه ضحى ذبح الحمل     وعفونا فنسيتم عفونا
وكفرتم نعمة الله الأجل     وقتلتم بحسين بهم
بدلا من قومكم شر بدل

قال: فغضب الأحنف وقال لجاريته: هاتي تلك الصحيفة، فإذا فيها من المختار بن أبي عبيد إلى الأحنف بن قيس ومن قبله من مضر: أما بعد فويل لمضر، من شر أمر قد حضر، وإن الأحنف مورد قومه حر سقر، حيث لا يقدر لهم على صدر، ولقد بلغني أنكم تكذبون رسلي، ولئن فعلتم لقد كذبت الرسل من قبلي، وكتبت بخبر من كذب منهم، [ ص: 683 ] والسلام. قال الأحنف: هذا منا أو منكم؟ فقمت وما أحير جوابا.

التالي السابق


الخدمات العلمية