ومن ذلك:
النفس: ترويح القلوب بلطائف الغيوب وصاحب الأنفاس أرق وأصفى من صاحب الأحوال فكان الوقت مبتدئا وصاحب الأنفاس منتهيا وصاحب الأحوال بينهما فالأحوال وسائط والأنفاس نهاية الترقي فالأوقات لأصحاب القلوب والأحوال لأرباب الأرواح والأنفاس لأهل السرائر وقالوا: أفضل العبادات عد الأنفاس مع الله سبحانه وتعالى وقالوا: خلق الله القلوب وجعلها معادن المعرفة وخلق الأسرار وراءها وجعلها محلا للتوحيد فكل نفس حصل من غير دلالة المعرفة وإشارة التوحيد على بساط الاضطرار فهو ميت وصاحبه مسئول عنه. النفس
سمعت الأستاذ أبا علي الدقاق رحمه الله يقول: العارف لا يسلم له النفس لأنه لا مسامحة تجري معه والمحب لا بد له من نفس إذ لولا أن يكون له نفس لتلاشى لعدم طاقته.
[ ص: 197 ]