فإن قيل: كيف يجوز إظهار هذه الكرامات الزائدة في المعاني على معجزات الرسل، وهل يجوز تفضيل الأولياء على الأنبياء -عليهم السلام-؟
قيل: هذه الكرامات لاحقة بمعجزات نبينا -صلى الله عليه وسلم-، لأن كل من ليس بصادق في الإسلام [ ص: 523 ] لا تظهر عليه الكرامة، وكل نبي ظهرت كرامته على واحد من أمته فهي معدومة من جملة معجزاته؛ إذ لو لم يكن ذلك الرسول صادقا لم تظهر على يد من تابعه الكرامة، فأما رتبة الأولياء فلا تبلغ رتبة الأنبياء -عليهم السلام- للإجماع المنعقد على ذلك.
وهذا أبو يزيد البسطامي سئل عن هذه المسألة، فقال: مثل ما حصل للأنبياء -عليهم السلام- كمثل زق فيه عسل ترشح منه قطرة، فتلك القطرة مثل ما لجميع الأولياء، وما في الظرف مثل لنبينا -صلى الله عليه وسلم-.