أبو علي الفضيل بن عياض خراساني من ناحية مرو وقيل: إنه ولد ومنهم بسمرقند ونشأ بأبيورد ، مات بمكة في المحرم سنة سبع وثمانين ومائة.
سمعت يقول: أخبرنا محمد بن الحسين أبو بكر محمد بن جعفر قال: حدثنا الحسين بن عبد الله العسكري قال: حدثنا ابن أخي أبي زرعة قال: حدثنا قال: حدثنا محمد بن إسحاق بن راهويه أبو عمار، عن الفضيل بن موسى ، قال: كان الفضيل شاطرا يقطع الطريق بين أبيورد وسرخس وكان سبب توبته أنه عشق جارية ، فبينما هو يرتقي الجدران إليها سمع تاليا يتلو: ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ، فقال: يا رب ، قد آن ، فرجع فآواه الليل إلى خربة ، فإذا فيها رفقة ، فقال بعضهم: نرتحل، وقال قوم: حتى نصبح ، فإن فضيلا على الطريق يقطع علينا ، فتاب الفضيل وأمنهم وجاور الحرم حتى مات.
وقال إذا أحب الله عبدا أكثر غمه، وإذا أبغض عبدا وسع عليه دنياه. الفضيل بن عياض:
وقال ابن المبارك: الفضيل ارتفع الحزن. [ ص: 41 ] إذا مات
وقال الفضيل: لو أن الدنيا بحذافيرها عرضت علي ولا أحاسب بها لكنت أتقذرها كما يتقذر أحدكم الجيفة إذا مر بها أن تصيب ثوبه.
وقال الفضيل: لو حلفت أنى مراء أحب إلي من أن أحلف أنى لست بمراء.
وقال الفضيل: ترك العمل لأجل الناس هو الرياء ، والعمل لأجل الناس هو الشرك.
وقال أبو علي الرازي: صحبت الفضيل ثلاثين سنة ما رأيته ضاحكا ولا متبسما إلا يوم مات ابنه علي، فقلت له في ذلك، فقال: إن الله أحب أمرا فأحببت ذلك.
وقال الفضيل: [ ص: 42 ] إني لأعصي الله ، فأعرف ذلك في خلق حماري وخادمي.