الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      معلومات الكتاب

      معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول

      الحكمي - حافظ بن أحمد الحكمي

      صفحة جزء

      وفي الحديث مخها الدعاء خوف توكل كذا الرجاء     ورغبة ورهبة خشوع
      وخشية إنابة خضوع     والاستعاذة والاستعانه
      كذا استغاثة به سبحانه     والذبح والنذر وغير ذلك
      فافهم هديت أوضح المسالك     وصرف بعضها لغير الله
      شرك وذاك أقبح المناهي

      ( و ) ثبت ( في الحديث ) الذي في السنن كما سنذكره ( مخها ) أي مخ العبادة ولبها ( الدعاء ) قال الله عز وجل : ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ) ( غافر : 60 ) [ ص: 443 ] وقال تعالى : ( ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمة الله قريب من المحسنين ) ( الأعراف : 55 - 56 ) وقال تعالى : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ) ( البقرة : 186 ) وغير ذلك من الآيات .

      وفي جامع الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ليس شيء أكرم على الله من الدعاء " وفيه عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الدعاء مخ العبادة " وقال غريب من هذا الوجه لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة . ومعنى " مخ العبادة " ; أي خالصها . وفيه عن النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الدعاء هو العبادة " ثم قرأ : ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ) ( غافر : 60 ) وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح . وفيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنه من لم يسأل الله يغضب عليه " . وفيه من حديث ابن عباس مرفوعا : " إذا سألت فاسأل الله " وهو حديث حسن صحيح .

      التالي السابق


      الخدمات العلمية