[ ص: 639 ] [ الحج ]
، وهو ( على من يستطع ) أي من استطاع إليه سبيلا ، قال الله تعالى : ( الركن الخامس : الحج ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين ) ( آل عمران : 97 ) قد ذكر الله تعالى تفصيله في سورة البقرة من قوله تعالى : ( وأتموا الحج والعمرة لله ) إلى قوله : ( إليه تحشرون ) ( البقرة : 196 ) .
واشتراط الاستطاعة فيه مصرح به في الآية وفي حديث جبريل وفي حديث معاذ وغيرها ، وفسره النبي بالزاد والراحلة .
ولا خلاف في كفر من جحد فرضيته ، وتقدم الخلاف في كفر تاركه مع الإقرار بفرضيته .
وروى الإمام أحمد عن رضي الله عنهما قال : قال رسول الله : " ابن عباس " . ورواه تعجلوا الحج - يعني الفريضة - فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له أبو داود بلفظ : " " . من أراد الحج فليتعجل
وروى الإسماعيلي بإسناد صحيح عن أنه عبد الرحمن بن غنم سمع عمر بن [ ص: 640 ] الخطاب رضي الله عنه يقول : من أطاق الحج فلم يحج فسواء عليه مات يهوديا أو نصرانيا .
وروى في سننه عن سعيد بن منصور قال : قال الحسن البصري رضي الله عنه : لقد هممت أن أبعث رجالا إلى هذه الأمصار فينظروا إلى كل من كان عنده جدة فلم يحج فيضربوا عليهم الجزية ، ما هم بمسلمين . عمر بن الخطاب
وروى البغوي عن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي قال : " " . من لم تحبسه حاجة ظاهرة أو مرض حابس أو سلطان جائر ولم يحج فليمت إن شاء يهوديا أو نصرانيا
وروى الإمام أحمد عن قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أبي هريرة " . ورواه أيها الناس ، قد فرض عليكم الحج فحجوا " . فقال رجل : أكل عام يا رسول الله ؟ فسكت . حتى قالها ثلاثا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم " ثم قال : " ذروني ما تركتكم ، فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم ، وإذا أمرتم بشيء فأتوا منه ما استطعتم ، وإذا نهيتم عن شيء فدعوه مسلم بنحو هذا والله أعلم .
وروى أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه والحاكم رضي الله عنهما قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " يا أيها الناس ، إن الله تعالى كتب عليكم الحج " فقام ابن عباس الأقرع بن حابس فقال : يا رسول الله ، أفي كل عام ؟ فقال : " لو قلتها [ ص: 641 ] لوجبت ، ولو وجبت لم يعملوا بها ، ولن تستطيعوا أن تعملوا بها . الحج مرة فمن زاد فهو تطوع " . عن