[ ص: 707 ] ومنها كما هو الردم بينه وبين آماله وهو المفضي به إلى أعماله وإلى الحسن والقبيح من أقواله وأفعاله وإلى الجزاء الأوفى من الحكم العدل في شرعه وقدره وقضائه ووعده ووعيده ، فلا يعاقب أحدا بذنب غيره ولا يهضمه ذرة من حسن أعماله . وفي حديث ذكر العبد الموت وجعله على باله رضي الله عنه عند أبي هريرة الترمذي والنسائي وصححه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وابن حبان " الموت . أكثروا ذكر هادم اللذات
وقال رحمه الله تعالى في كتاب الرقاق من صحيحه : باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " البخاري " . حدثنا كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل علي بن عبد الله حدثنا محمد بن عبد الرحمن أبو المنذر الطفاوي عن قال : حدثني سليمان الأعمش مجاهد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : " وكان أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال : " كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل رضي الله عنهما يقول : إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ، ومن حياتك لموتك " ثم قال : باب في الأمل وطوله ، وقول الله تعالى : ( ابن عمر فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ) ( آل عمران : 185 ) بمزحزحه بمباعده .
وقال تعالى : ( ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون ) ( الحجر : 3 ) وقال علي رضي الله عنه : ارتحلت الدنيا مدبرة ، وارتحلت الآخرة مقبلة ، ولكل واحدة منهما بنون . فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا ، فإن اليوم عمل ولا حساب وغدا [ ص: 708 ] حساب ولا عمل .
حدثنا أخبرنا صدقة بن الفضل عن يحيى بن سعيد سفيان قال حدثني أبي عن منذر عن عن ربيع بن خثيم عبد الله رضي الله عنه قال : " . حدثنا خط النبي صلى الله عليه وسلم خطا مربعا وخط خطا في الوسط خارجا منه وخط خططا صغارا إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط وقال : " هذا الإنسان وهذا أجله محيط به أو قد أحاط به ، وهذا الذي هو خارج أمله ، وهذه الخطط الصغار الأعراض ، فإن أخطأه هذا نهشه هذا ، وإن أخطأه هذا نهشه هذا مسلم حدثنا همام عن عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أنس رضي الله عنه قال : " . خط النبي صلى الله عليه وسلم خطوطا فقال : " هذا الأمل ، وهذا أجله ، فبينما هو كذلك إذ جاءه الخط الأقرب