شعع : الشعاع : ضوء الشمس الذي تراه عند ذرورها كأنه الحبال أو القضبان مقبلة عليك إذا نظرت إليها ، وقيل : هو الذي تراه ممتدا كالرماح بعيد الطلوع ، وقيل : الشعاع انتشار ضوئها ; قال قيس بن الخطيم :
طعنت ابن عبد القيس طعنة ثائر [ ص: 93 ] لها نفذ لولا الشعاع أضاءها
، وقال أبو يوسف : أنشدني ابن معن عن : لولا الشعاع بضم الشين ، وقال : هو ضوء الدم وحمرته وتفرقه فلا أدري أقاله وضعا أم على التشبيه ، ويروى الشعاع بفتح الشين وهو تفرق الدم وغيره ، وجمع الشعاع أشعة وشعع . وفسر الأصمعي الأزهري هذا البيت ، فقال : لولا انتشار سنن الدم لأضاءها النفذ حتى تستبين ، وقال أيضا شعاع الدم ما انتشر إذا استن من خرق الطعنة . ويقال : سقيته لبنا شعاعا أي ضياحا أكثر ماؤه ، قال : والشعشعة بمعنى المزج منه . ومنه حديث عمر - رضي الله عنه - : إن الشهر قد تشعشع فلو صمنا بقيته ، كأنه ذهب به إلى رقة الشهر وقلة ما بقي منه كما يشعشع اللبن بالماء . وتشعشع الشهر تقضى إلا أقله . وقد روي حديث عمر - رضي الله عنه - تشعسع من الشسوع الذي هو البعد بذلك فسره أبو عبيد وهذا لا يوجبه التصريف . وأشعت الشمس : نشرت شعاعها قال :إذا سفرت تلألأ وجنتاها كإشعاع الغزالة في الضحاء
فلم ألفظك من شبع ولكن أقضي حاجة النفس الشعاع
فقدتك من نفس شعاع ألم أكن نهيتك عن هذا وأنت جميع ؟
فلا تتركي نفسي شعاعا ، فإنها من الوجد قد كادت عليك تذوب
صدق اللقاء غير شعشاع الغدر
يقول : هو جميع الهمة غير متفرقها : وتطايرت العصا والقصبة شعاعا إذا ضربت بها على حائط فتكسرت وتطايرت قصدا وقطعا . وأشع البعير بوله أي فرقه وقطعه وكذلك شع بوله يشعه أي فرقه أيضا فشع يشع إذا انتشر وأوزع به مثله . : شع القوم إذا تفرقوا ; قال ابن الأعرابي الأخطل :عصابة سبي شع أن يتقسما
أي تفرقوا حذار أن يتقسموا . قال : والشع العجلة . قال : وانشع الذئب في الغنم وانشل فيها وانشن وأغار فيها واستغار بمعنى واحد . ويقال لبيت العنكبوت : الشع وحق الكهول . وشعشع الشراب شعشعة : مزجه بالماء وقيل : المشعشعة الخمر التي أرق مزجها . وشعشع الثريدة الزريقاء : سغبلها بالزيت ، يقال : شعشعها بالزيت . وفي حديث : واثلة بن الأسقع أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ثرد ثريدة ثم شعشعها ثم لبقها ثم صعنبها ; قال : شعشعها خلط بعضها ببعض كما يشعشع الشراب بالماء إذا مزج به ، ورويت هذه اللفظة سغسغها بالسين المهملة والغين المعجمة أي رواها دسما . وقال بعضهم : شعشع الثريدة إذا رفع رأسها وكذلك صعلكها وصعنبها . وقال ابن المبارك : شعشع الثريدة إذا أكثر سمنها ، وقيل : شعشعها طول رأسها من الشعشاع وهو الطويل من الناس وهو في الخمر أكثر منه في الثريد . والشعشع والشعشاع والشعشعان والشعشاني : الطويل الحسن الخفيف اللحم شبه بالخمر المشعشعة لرقتها ، ياء النسب فيه لغير علة إنما هو من باب أحمر وأحمري ودوار ودواري ; ووصف به ابن شميل العجاج المشفر لطوله ورقته ، فقال :تبادر الحوض إذا الحوض شغل بشعشعاني صهابي هدل
ومنكباها خلف أوراك الإبل
إلى كل مشبوح الذراعين تتقى به الحرب شعشاع وآخر فدغم
هيهات خرقاء إلا أن يقربها ذو العرش والشعشعانات العياهيم