الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          شقص

                                                          شقص : الشقص والشقيص : الطائفة من الشيء والقطعة من الأرض تقول : أعطاه شقصا من ماله ، وقيل : هو قليل من كثير ، وقيل : هو الحظ . ولك شقص هذا وشقيصه كما تقول نصفه ونصيفه ، والجمع من كل ذلك أشقاص وشقاص . قال الشافعي في باب الشفعة : فإن اشترى شقصا من ذلك أراد بالشقص نصيبا معلوما غير مفروز ، قال شمر : قال أعرابي : اجعل من هذا الجر شقيصا أي بما اشتريتها . وفي الحديث : أن رجلا من بني هذيل أعتق شقصا من مملوك فأجاز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وقال : ليس شريك ; قال شمر : قال خالد النصيب والشرك والشقص واحد ; قال شمر : والشقيص مثله وهو في العين المشتركة من كل شيء . قال الأزهري : وإذا فزر جاز أن يسمى شقصا ومنه تشقيص الجزرة وهو تعضيتها وتفصيل أعضائها وتعديل سهامها بين الشركاء . والشاة التي تكون للذبح تسمى جزرة ، وأما الإبل فالجزور . وروي عن الشعبي أنه قال : من باع الخمر فليشقص الخنازير أي فليستحل بيع الخنازير أيضا كما يستحل بيع الخمر ; يقول : كما أن تشقيص الخنازير حرام كذلك لا يحل بيع الخمر ، معناه فليقطع الخنازير قطعا ويعضيها أعضاء كما يفعل بالشاة إذا بيع لحمها . قال : شقصه يشقصه ، وبه سمي القصاب مشقصا ; المعنى من استحل بيع الخمر فليستحل بيع الخنزير ، فإنهما في التحريم سواء ، وهذا لفظ معناه النهي تقديره من باع الخمر فليكن للخنازير قصابا وجعله الزمخشري من كلام الشعبي وهو حديث مرفوع رواه المغيرة بن شعبة وهو في سنن أبي داود . وقال ابن الأعرابي : يقال للقصاب مشقص . والمشقص من النصال : ما طال وعرض ، قال :


                                                          سهام مشاقصها كالحراب

                                                          قال ابن بري : وشاهده أيضا قول الأعشى :


                                                          فلو كنتم نخلا لكنتم جرامة     ولو كنتم نبلا لكنتم مشاقصا

                                                          ، وفي الحديث : أنه كوى سعد بن معاذ في أكحله بمشقص ثم حسمه ; والمشقص : نصل السهم إذا كان طويلا غير عريض ، فإذا كان عريضا فهو المعبلة ; ومنه الحديث : فأخذ مشاقص فقطع براجمه وقد تكرر في الحديث مفردا ومجموعا ; المشقص من النصال : الطويل وليس بالعريض ، فأما العريض الطويل يكون قريبا من فتر فهو المعبلة ; والمشقص على النصف من النصل ولا خير فيه يلعب به الصبيان وهو شر النبل وأحرضه يرمى به الصيد وكل شيء ولا يبالى انفلاله ، قال الأزهري : والدليل على صحة ذلك قول الأعشى :


                                                          ولو كنتم نبلا لكنتم مشاقصا

                                                          يهجوهم ويرذلهم . والمشقص : سهم فيه نصل عريض يرمى به الوحش ، قال أبو منصور : هذا التفسير للمشقص خطأ وروى أبو عبيدة عن الأصمعي أنه قال : المشقص من النصال الطويل ، وفي ترجمة حشا : المشقص السهم العريض النصل . الليث : الشقيص في نعت الخيل فراهة وجودة ، قال : ولا أعرفه . ابن سيده : الشقيص الفرس الجواد . وأشاقيص : اسم موضع ، وقيل : هو ماء لبني سعد ; قال الراعي :


                                                          يطعن بجون ذي عثانين لم تدع     أشاقيص فيه والبديان مصنعا

                                                          [ ص: 111 ] أراد به البقعة فأنثه . والشقيص : الشريك ، يقال : هو شقيصي أي شريكي في شقص من الأرض والشقيص : الشيء اليسير ; قال الأعشى :


                                                          فتلك التي حرمتك المتاع     وأودت بقلبك إلا شقيصا

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية