صبر : في أسماء الله تعالى : الصبور تعالى وتقدس هو الذي لا [ ص: 193 ] يعاجل العصاة بالانتقام ، وهو من أبنية المبالغة ومعناه قريب من معنى الحليم ، والفرق بينهما أن المذنب لا يأمن العقوبة في صفة الصبور ، كما يأمنها في صفة الحليم . : ابن سيده
صبره عن الشيء يصبره صبرا حبسه ، قال الحطيئة :
قلت لها أصبرها جاهدا ويحك أمثال طريف قليل
والصبر : نصب الإنسان للقتل ، فهو مصبور . وصبر الإنسان على القتل : نصبه عليه . يقال : قتله صبرا ، وقد صبره عليه . وقد . ورجل صبورة بالهاء : مصبور للقتل ؛ حكاه نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تصبر الروح ثعلب . وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ، قيل : هو أن يمسك الطائر أو غيره من ذوات الروح يصبر حيا ثم يرمى بشيء حتى يقتل ؛ قال : وأصل الصبر الحبس ، وكل من حبس شيئا فقد صبره ؛ ومنه الحديث : أنه نهى عن قتل شيء من الدواب صبرا ، والمصبورة التي نهى عنها : هي المحبوسة على الموت . وكل ذي روح يصبر حيا ثم يرمى حتى يقتل ، فقد قتل صبرا . وفي الحديث الآخر في رجل أمسك رجلا وقتله آخر ، فقال : نهى عن المصبورة ونهى عن صبر ذي الروح ؛ يعني احبسوا الذي حبسه للموت حتى يموت كفعله به ؛ ومنه قيل للرجل يقدم فيضرب عنقه : قتل صبرا ؛ يعني أنه أمسك على الموت ، وكذلك لو حبس رجل نفسه على شيء ، يريده ، قال : صبرت نفسي ؛ قال اقتلوا القاتل واصبروا الصابر عنترة يذكر حربا كان فيها :فصبرت عارفة لذلك حرة ترسو إذا نفس الجبان تطلع
فأوجع الجنب وأعر الظهرا أو يبلي الله يمينا صبرا
أرى أم زيد كلما جن ليلها تبكي على زيد وليست بأصبرا
ككرفئة الغيث ذات الصبير
قال : هذا الصدر يحتمل أن يكون صدرا لبيت ابن بري عامر بن جوين الطائي من أبيات :وجارية من بنات الملو ك قعقعت بالخيل خلخالها
ككرفئة الغيث ذات الصبي ر تأتي السحاب وتأتالها
بصبوح صافية وجذب كرينة بموتر تأتاله إبهامها
ترمي السحاب ويرمي لها
وقبله :ورجراجة فوقها بيضنا عليها المضاعف زفنا لها
تروح إليهم عكر تراغى كأن دويها رعد الصبير
فارم بهم لية والأخلافا جوز النعامى صبرا خفافا
لها بالصيف أصبرة وجل وست من كرائمها غزار
عزبت وباكرها الشتي بديمة وطفاء تملؤها إلى أصبارها
من مبلغ شيبان أن المرء لم يخلق صباره
من مبلغ عمرا بأن المرء لم يخلق صباره
وحوادث الأيام لا يبقى لها إلا الحجاره
ها إن عجزة أمه بالسفح أسفل من أواره
تسفي الرياح خلال كش حيه وقد سلبوا إزاره
فاقتل زرارة لا أرى في القوم أوفى من زراره
كأن ترنم الهاجات فيها قبيل الصبح أصوات الصبار
تدافع الناس عنا حين نركبها من المظالم تدعى أم صبار
أوقعه الله بسوء فعله في أم صبور فأودى ونشب
يا ابن الخلية إن حربي مرة فيها مذاقة حنظل وصبور
أمر من صبر ومقر وحضض
وفي حاشية الصحاح : الحضض الخولان ، وقيل هو بظاءين ، وقيل بضاد وظاء ، قال : صواب إنشاده : أمر بالنصب وأورده بظاءين ؛ لأنه يصف حية ؛ وقبله : ابن بريأرقش ظمآن إذا عصر لفظ
والصبار بضم الصاد : حمل شجرة شديدة الحموضة أشد حموضة من المصل له عجم أحمر عريض يجلب من الهند ، وقيل : هو التمر الهندي الحامض الذي يتداوى به . وصبارة الشتاء بتشديد الراء : شدة البرد والتخفيف لغة عن اللحياني . ويقال : أتيته في صبارة الشتاء أي في شدة البرد . وفي حديث علي رضي الله عنه : قلتم هذه صبارة القر ؛ هي شدة البرد كحمارة القيظ . أبو عبيد في كتاب اللبن : الممقر والمصبر الشديد الحموضة إلى المرارة ، قال أبو حاتم : اشتقا من الصبر والمقر ، وهما مران . والصبر : قبيلة من غسان ؛ قال الأخطل :تسأله الصبر من غسان إذ حضروا والحزن كيف قراك الغلمة الجشر ؟
فسائل الصبر من غسان إذ حضروا والحزن بالفتح ؛ لأنه قال بعده :
يعرفونك رأس ابن الحباب وقد أمسى وللسيف في خيشومه أثر