صلا : الصلاة : الركوع والسجود . فأما قوله صلى الله عليه وسلم : فإنه أراد لا صلاة فاضلة أو كاملة ، والجمع صلوات . والصلاة : الدعاء والاستغفار ؛ قال لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد الأعشى :
وصهباء طاف يهوديها وأبرزها وعليها ختم وقابلها الريح في دنها
وصلى على دنها وارتسم
قال : دعا لها أن لا تحمض ، ولا تفسد . والصلاة من الله تعالى : الرحمة ؛ قال : عدي بن الرقاع
[ ص: 276 ]
صلى الإله على امرئ ودعته وأتم نعمته عليه وزادها
صلى على عزة الرحمن وابنتها ليلى وصلى على جاراتها الأخر
عليك مثل الذي صليت فاغتمضي نوما فإن لجنب المرء مضطجعا
صلى على يحيى وأشياعه رب كريم وشفيع مطاع
ألا يا اسلمي ياهند هند بني بدر تحية من صلى فؤادك بالجمر
أراد أنه قتل قومها فأحرق فؤادها بالحزن عليهم . وصلي بالنار وصليها صليا وصليا وصليا وصلى وصلاء واصطلى بها وتصلاها : قاسى حرها ، وكذلك الأمر الشديد ، قال أبو زبيد :
فقد تصليت حر حربهم كما تصلى المقرور من قرس
وفلان لا يصطلى بناره : إذا كان شجاعا لا يطاق . وفي حديث السقيفة : أنا الذي لا يصطلى بناره . الاصطلاء افتعال من صلا النار والتسخن بها أي أنا الذي لا يتعرض لحربي . وأصلاه النار : أدخله إياها وأثواه فيها وصلاه النار ، وفي النار وعلى النار صليا وصليا وصليا ، وصلي فلان النار تصلية . وفي التنزيل العزيز : ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا . ويروى عن علي رضي الله عنه أنه قرأ : ويصلى سعيرا ، وكان يقرأ به ، وهذا ليس من الشي ، إنما هو من إلقائك إياه فيها ، وقال الكسائي ابن مقبل :
يخيل فيها ذو وسوم كأنما يطلى بجص أو يصلى فيضيح
تالله لولا النار أن نصلاها
أو يدعو الناس علينا الله
لما سمعنا لأمير قاها
وصليت النار أي قاسيت حرها . اصلوها أي قاسوا حرها ، وهي الصلا والصلاء مثل الأيا والإياء للضياء إذا كسرت مددت ، وإذا فتحت قصرت ؛ قال امرؤ القيس :وقاتل كلب الحي عن نار أهله ليربض فيها والصلا متكنف
أتانا فلم نفرح بطلعة وجهه طروقا وصلى كف أشعث ساغب
فلا تعجل بأمرك واستدمه فما صلى عصاه كمستديم
ولا تبلى بسالتهم وإن هم صلوا بالحرب حينا بعد حين
أشعث مما ناطح الصليا
يعني الوتد . ويجمع خثي البقر على خثي وخثي والصلاية : الفهر ، قال أمية يصف السماء :سراة صلاية خلقاء صيغت تزل الشمس ليس لها رئاب
مداك عروس أو صلاية حنظل
فأضافه إليه ؛ لأنه يفلق به إذا يبس . : الصلاية سريحة خشنة غليظة من القف والصلا ما عن يمين الذنب وشماله ، وهما صلوان . وأصلت الفرس إذا استرخى صلواها ، وذلك إذا قرب نتاجها . وصليت الظهر : ضربت صلاه أو أصبته نادر ، وإنما حكمه صلواته ، كما تقول هذيل . ابن شميل الليث : الصليان نبت ، قال بعضهم : هو على تقدير فعلان ، وقال بعضهم : فعليان ، فمن قال فعليان قال هذه أرض مصلاة ، وهو نبت له سنمة عظيمة كأنها رأس القضبة إذا خرجت أذنابها تجذبها الإبل والعرب تسميه خبزة الإبل ، وقال غيره : من أمثال العرب في اليمين إذا أقدم عليها الرجل ليقتطع بها مال الرجل : جذها جذ العير الصليانة ، وذلك أن لها جعثنة في الأرض فإذ كدمها العير اقتلعها بجعثتها . وفي حديث كعب : إن الله بارك لدواب المجاهدين في صليان أرض الروم كما بارك لها في شعير سورية ؛ معناه أي يقوم لخيلهم مقام الشعير وسورية هي بالشام .