فصل
ثم منى ، فخطب الناس خطبة بليغة أعلمهم فيها بحرمة يوم النحر ، وتحريمه ، وفضله عند الله ، وحرمة رجع إلى مكة على جميع البلاد ، وأمرهم بالسمع ، والطاعة لمن قادهم بكتاب الله ، وأمر الناس بأخذ مناسكهم عنه ، وقال: " ". لعلي لا أحج بعد عامي هذا
[ ص: 238 ] وعلمهم مناسكهم ، وأنزل المهاجرين والأنصار منازلهم ، وأمر الناس أن لا يرجعوا بعده كفارا يضرب بعضهم رقاب بعض ، وأمر بالتبليغ عنه . وأخبر أنه رب مبلغ أوعى من سامع .
وقال في خطبته : " " . لا يجني جان إلا على نفسه
وأنزل المهاجرين عن يمين القبلة ، والأنصار عن يسارها ، والناس حولهم ، وفتح الله له أسماع الناس حتى سمعها أهل منى في منازلهم .
وقال في خطبته تلك : " " . اعبدوا ربكم وصلوا خمسكم ، وصوموا شهركم ، وأطيعوا ذا أمركم تدخلوا جنة ربكم
وودع حينئذ الناس ، فقالوا : حجة الوداع .
وهناك سئل عمن وعمن ذبح قبل أن يرمي ، فقال : " لا حرج " قال حلق قبل أن يرمي : عبد الله بن عمرو ". ما رأيته - صلى الله عليه وسلم - سئل يومئذ عن شيء إلا قال : " افعلوا ولا حرج
[ ص: 239 ] قال : إنه قيل له - صلى الله عليه وسلم - في الذبح ، والحلق ، والرمي ، والتقديم ، والتأخير ، فقال : " لا حرج " . ابن عباس
وقال أسامة بن شريك : " . خرجت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - حاجا ، وكان الناس يأتونه فمن قائل : يا رسول الله سعيت قبل أن أطوف ، أو قدمت شيئا ، أو أخرت شيئا ، فكان يقول : " لا حرج لا حرج إلا على رجل اقترض عرض رجل مسلم وهو ظالم ، فذلك الذي حرج وهلك
وقوله : سعيت قبل أن أطوف في هذا الحديث ليس بمحفوظ .
والمحفوظ : تقديم الرمي ، والنحر ، والحلق بعضها على بعض .