( الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون ) .
قوله تعالى : ( الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون ) .
اعلم أنه تعالى لما ذكر وعيد الذين كفروا ، أتبعه . وفي تفسير قوله : ( بوعيد من ضم إلى كفره صد الغير عن سبيل الله وصدوا عن سبيل الله ) وجهان ، قيل : معناه الصد عن المسجد الحرام ، والأصح أنه يتناول جملة الإيمان بالله والرسول وبالشرائع ؛ لأن اللفظ عام فلا معنى للتخصيص ، وقوله : ( زدناهم عذابا فوق العذاب ) فالمعنى : أنهم زادوا على كفرهم صد غيرهم عن الإيمان فهم في الحقيقة ازدادوا كفرا على كفر ، فلا جرم يزيدهم الله تعالى عذابا على عذاب ، وأيضا أتباعهم إنما اقتدوا بهم في الكفر ، فوجب أن يحصل لهم مثل عقاب أتباعهم ؛ لقوله تعالى : ( وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم ) [العنكبوت : 13] . ولقوله - عليه السلام - : " " ، ومن المفسرين من ذكر تفصيل تلك الزيادة ، فقال من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة : المراد بتلك الزيادة خمسة أنهار من نار تسيل من تحت العرش يعذبون بها ؛ ثلاثة بالليل واثنان بالنهار ، وقال بعضهم : زدناهم عذابا بحيات وعقارب كأمثال البخت ، فيستغيثون بالهرب منها إلى النار ، ومنهم من ذكر : لكل عقرب ثلاثمائة فقرة في ثلاثمائة قلة من سم . وقيل : عقارب لها أنياب كالنخل الطوال . ابن عباس
ثم قال تعالى : ( بما كانوا يفسدون ) أي : هذه الزيادة من العذاب إنما حصلت معللة بذلك الصد ، وهذا يدل على أن ، فكذلك إذا دعا إلى الدين واليقين ، فقد عظم قدره عند الله تعالى ، والله أعلم . من دعا غيره إلى الكفر والضلال فقد عظم عذابه