قوله تعالى : ( وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره ) فيه مسألتان :
المسألة الأولى : هذا ليس بتكرار ، وبيانه من وجهين . أحدهما : أن قوله تعالى : ( فول وجهك شطر المسجد الحرام ) خطاب مع الرسول - عليه السلام - لا مع الأمة ، وقوله : ( وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره ) خطاب مع الكل . وثانيهما : أن المراد بالأولى مخاطبتهم وهم بالمدينة خاصة ، وقد كان من الجائز لو وقع الاختصار عليه أن يظن أن هذه القبلة لأهل المدينة خاصة ، . فبين الله تعالى أنهم أينما حصلوا من بقاع الأرض يجب أن يستقبلوا نحو هذه القبلة
[ ص: 112 ] المسألة الثانية : قوله : ( وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره ) يعني : وأينما كنتم ، كنتم ) من الإعراب جزم بالشرط ، كأنه قيل : حيثما تكونوا ، والفاء جواب . وموضع (