قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=2فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف وأشهدوا ذوي عدل منكم وأقيموا الشهادة لله ذلكم يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=2فإذا بلغن أجلهن أي قاربن انقضاء العدة ; كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=231وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن أي قربن من انقضاء الأجل .
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=2فأمسكوهن بمعروف يعني المراجعة بالمعروف ; أي بالرغبة من غير قصد المضارة في الرجعة تطويلا لعدتها . كما تقدم في " البقرة " .
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=2أو فارقوهن بمعروف أي اتركوهن حتى تنقضي عدتهن فيملكن أنفسهن . وفي قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=2فإذا بلغن أجلهن ما يوجب أن يكون القول قول المرأة في انقضاء العدة إذا ادعت ذلك ، على ما بيناه في سورة " البقرة " عند قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=228ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن الآية .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=2وأشهدوا ذوي عدل منكم فيه ست مسائل :
الأولى : قوله تعالى : " وأشهدوا " أمر
nindex.php?page=treesubj&link=11782بالإشهاد على الطلاق . وقيل : على الرجعة . والظاهر رجوعه إلى الرجعة لا إلى الطلاق . فإن راجع من غير إشهاد ففي صحة الرجعة قولان للفقهاء . وقيل : المعنى وأشهدوا عند الرجعة والفرقة جميعا . وهذا الإشهاد مندوب إليه عند
أبي حنيفة ; كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=282وأشهدوا إذا تبايعتم . وعند
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي واجب في الرجعة ، مندوب إليه في الفرقة . وفائدة الإشهاد ألا يقع بينهما التجاحد ، وألا يتهم في إمساكها ، ولئلا يموت أحدهما فيدعي الباقي ثبوت الزوجية ليرث .
الثانية : الإشهاد عند أكثر العلماء على الرجعة ندب . وإذا
nindex.php?page=treesubj&link=23258جامع أو قبل أو باشر يريد بذلك الرجعة ، وتكلم بالرجعة يريد به الرجعة فهو مراجع عند
مالك ، وإن لم يرد بذلك الرجعة فليس بمراجع . وقال
أبو حنيفة وأصحابه : إذا قبل أو باشر أو لامس بشهوة فهو رجعة . وقالوا :
[ ص: 148 ] والنظر إلى الفرج رجعة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي nindex.php?page=showalam&ids=11956وأبو ثور : إذا تكلم بالرجعة فهو رجعة . وقد قيل : وطؤه مراجعة على كل حال ، نواها أو لم ينوها . وروي ذلك عن طائفة من أصحاب
مالك . وإليه ذهب
الليث . وكان
مالك يقول : إذا وطئ ولم ينو الرجعة فهو وطء فاسد ; ولا يعود لوطئها حتى يستبرئها من مائه الفاسد ، وله الرجعة في بقية العدة الأولى ، وليس له رجعة في هذا الاستبراء .
الثالثة : أوجب
nindex.php?page=treesubj&link=11811الإشهاد في الرجعة nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل في أحد قوليه ،
nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي كذلك لظاهر الأمر . وقال
مالك nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبو حنيفة وأحمد nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي في القول الآخر : إن الرجعة لا تفتقر إلى القبول ، فلم تفتقر إلى الإشهاد كسائر الحقوق ، وخصوصا حل الظهار بالكفارة . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي : وركب أصحاب
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي على وجوب الإشهاد في الرجعة أنه لا يصح أن يقول : كنت راجعت أمس وأنا أشهد اليوم على الإقرار بالرجعة ، ومن شرط الرجعة الإشهاد فلا تصح دونه . وهذا فاسد مبني على أن الإشهاد في الرجعة تعبد . ونحن لا نسلم فيها ولا في النكاح بأن نقول : إنه موضع للتوثق ، وذلك موجود في الإقرار كما هو موجود في الإنشاء .
الرابعة : من
nindex.php?page=treesubj&link=11816ادعى بعد انقضاء العدة أنه راجع امرأته في العدة ، فإن صدقته جاز وإن أنكرت حلفت ، فإن أقام بينة أنه ارتجعها في العدة ولم تعلم بذلك لم يضره جهلها بذلك ، وكانت زوجته ، وإن كانت قد تزوجت ولم يدخل بها ثم أقام الأول البينة على رجعتها فعن
مالك في ذلك روايتان : إحداهما : أن الأول أحق بها . والأخرى : أن الثاني أحق بها . فإن كان الثاني قد دخل بها فلا سبيل للأول إليها .
الخامسة : قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=2ذوي عدل منكم قال
الحسن : من المسلمين . وعن
قتادة : من أحراركم . وذلك يوجب
nindex.php?page=treesubj&link=11811_16001اختصاص الشهادة على الرجعة بالذكور دون الإناث ; لأن ذوي مذكر . ولذلك قال علماؤنا : لا مدخل للنساء فيما عدا الأموال . وقد مضى ذلك في سورة " البقرة " .
السادسة : قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=2وأقيموا الشهادة لله أي تقربا إلى الله في إقامة الشهادة على وجهها ، إذا مست الحاجة إليها من غير تبديل ولا تغيير . وقد مضى في سورة " البقرة " معناه عند قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=282وأقوم للشهادة .
[ ص: 149 ] قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=2ذلكم يوعظ به أي يرضى به .
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=2من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فأما غير المؤمن فلا ينتفع بهذه المواعظ .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=2ومن يتق الله يجعل له مخرجا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عمن طلق ثلاثا أو ألفا هل له من مخرج ؟ فتلاها . وقال
ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي والضحاك : هذا في الطلاق خاصة ; أي من طلق كما أمره الله يكن له مخرج في الرجعة في العدة ، وأن يكون كأحد الخطاب بعد العدة . وعن
ابن عباس أيضا
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=2يجعل له مخرجا ينجيه من كل كرب في الدنيا والآخرة . وقيل : المخرج هو أن يقنعه الله بما رزقه ; قاله
علي بن صالح . وقال
الكلبي :
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=2ومن يتق الله بالصبر عند المصيبة .
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=2يجعل له مخرجا من النار إلى الجنة . وقال
الحسن : مخرجا مما نهى الله عنه . وقال
أبو العالية : مخرجا من كل شدة .
nindex.php?page=showalam&ids=14355الربيع بن خيثم :
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=2يجعل له مخرجا من كل شيء ضاق على الناس .
nindex.php?page=showalam&ids=14127الحسين بن الفضل :
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=4ومن يتق الله في أداء الفرائض ،
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=2يجعل له مخرجا من العقوبة .
ويرزقه الثواب
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=3من حيث لا يحتسب أي يبارك له فيما آتاه . وقال
سهل بن عبد الله :
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=4ومن يتق الله في اتباع السنة
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=2يجعل له مخرجا من عقوبة أهل البدع ، ويرزقه الجنة من حيث لا يحتسب . وقيل :
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=4ومن يتق الله في الرزق بقطع العلائق يجعل له مخرجا بالكفاية . وقال
عمر بن عثمان الصدفي :
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=4ومن يتق الله فيقف عند حدوده ويجتنب معاصيه يخرجه من الحرام إلى الحلال ، ومن الضيق إلى السعة ، ومن النار إلى الجنة .
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=3ويرزقه من حيث لا يحتسب من حيث لا يرجو . وقال
ابن عيينة : هو البركة في الرزق . وقال
أبو سعيد الخدري : ومن يبرأ من حوله وقوته بالرجوع إلى الله يجعل له مخرجا مما كلفه بالمعونة له . وتأول
ابن مسعود ومسروق الآية على العموم . وقال
أبو ذر : قال النبي صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=865249 " إني لأعلم آية لو أخذ بها الناس لكفتهم " ثم تلا nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=2ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب . فما زال يكررها ويعيدها . وقال
ابن عباس :
قرأ النبي صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=2ومن يتق الله يجعل له مخرجا . ويرزقه من حيث لا يحتسب قال : [ ص: 150 ] " مخرجا من شبهات الدنيا ومن غمرات الموت ومن شدائد يوم القيامة " . وقال أكثر المفسرين فيما ذكر
الثعلبي : إنها نزلت في
nindex.php?page=showalam&ids=6201عوف بن مالك الأشجعي . روى
الكلبي عن
أبي صالح عن
ابن عباس قال :
جاء nindex.php?page=showalam&ids=6201عوف بن مالك الأشجعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، إن ابني أسره العدو وجزعت الأم . وعن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله : نزلت في nindex.php?page=showalam&ids=6201عوف بن مالك الأشجعي أسر المشركون ابنا له يسمى سالما ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وشكا إليه الفاقة وقال : إن العدو أسر ابني وجزعت الأم ، فما تأمرني ؟ فقال عليه السلام : " اتق الله واصبر ، وآمرك وإياها أن تستكثرا من قول لا حول ولا قوة إلا بالله " . فعاد إلى بيته وقال لامرأته : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني وإياك أن نستكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله . فقالت : نعم ما أمرنا به . فجعلا يقولان ; فغفل العدو عن ابنه ، فساق غنمهم وجاء بها إلى أبيه ; وهي أربعة آلاف شاة . فنزلت الآية ، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم تلك الأغنام له . في رواية : أنه جاء وقد أصاب إبلا من العدو وكان فقيرا . قال
الكلبي : أصاب خمسين بعيرا . وفي رواية : فأفلت ابنه من الأسر وركب ناقة للقوم ، ومر في طريقه بسرح لهم فاستاقه . وقال
مقاتل :
أصاب غنما ومتاعا فسأل النبي صلى الله عليه وسلم : أيحل لي أن آكل مما أتى به ابني ؟ قال : " نعم " . ونزلت : nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=2ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب . فروى
الحسن عن
عمران بن الحصين قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=865253 " من انقطع إلى الله كفاه الله كل مئونة ، ورزقه من حيث لا يحتسب . ومن انقطع إلى الدنيا وكله الله إليها " . وقال
الزجاج : أي إذا اتقى وآثر الحلال والتصبر على أهله ، فتح الله عليه إن كان ذا ضيقة ورزقه من حيث لا يحتسب . وعن
ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=831440 " من أكثر الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ، ومن كل ضيق مخرجا ، ورزقه من حيث لا يحتسب " .
[ ص: 151 ] قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=3ومن يتوكل على الله فهو حسبه أي من فوض إليه أمره كفاه ما أهمه . وقيل : أي من اتقى الله وجانب المعاصي وتوكل عليه ، فله فيما يعطيه في الآخرة من ثوابه كفاية . ولم يرد الدنيا ; لأن المتوكل قد يصاب في الدنيا وقد يقتل .
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=3إن الله بالغ أمره قال
مسروق : أي قاض أمره فيمن توكل عليه وفيمن لم يتوكل عليه ; إلا أن من توكل عليه فيكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا . وقراءة العامة " بالغ " منونا . " أمره " نصبا . وقرأ
عاصم " بالغ أمره " بالإضافة وحذف التنوين استخفافا . وقرأ
المفضل " بالغا أمره " على أن قوله : " قد جعل الله " خبر إن و " بالغا " حال . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15854داود بن أبي هند " بالغ أمره " بالتنوين ورفع الراء . قال
الفراء : أي أمره بالغ . وقيل : " أمره " مرتفع ب " بالغ " والمفعول محذوف ; والتقدير : بالغ أمره ما أراد .
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=3قد جعل الله لكل شيء قدرا أي لكل شيء من الشدة والرخاء أجلا ينتهي إليه . وقيل تقديرا . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : هو قدر الحيض في الأجل والعدة . وقال
عبد الله بن رافع : لما نزل قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=3ومن يتوكل على الله فهو حسبه قال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : فنحن إذا توكلنا عليه نرسل ما كان لنا ولا نحفظه ; فنزلت :
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=3إن الله بالغ أمره فيكم وعليكم . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14355الربيع بن خيثم : إن الله تعالى قضى على نفسه أن من توكل عليه كفاه ومن آمن به هداه ، ومن أقرضه جازاه ، ومن وثق به نجاه ، ومن دعاه أجاب له . وتصديق ذلك في كتاب الله :
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11ومن يؤمن بالله يهد قلبه .
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=3ومن يتوكل على الله فهو حسبه .
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=17إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=101ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان .