الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

القواعد الشرعية ودورها في ترشيد العمل الإسلامي

الدكتور / محمد أبو الفتح البيانوني

الخاتمة

وفي ختام بحث (القواعد الشرعية وأثرها في ترشيد الصحوة الإسلامية ) أؤكد على عدة أمور، منها :

1- أهمية تعميق الدراسات الشرعية عامة والأصولية والفقهية خاصة عند أبناء الدعوة الإسلامية، ولا سيما دراسة القواعد الشرعية، بجميع أشكالها وأنواعها، لتكون دعوتهم إلى الله عز وجل على بصيرة وعلم،

قال الله سبحانه وتعالى : ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين ) (يوسف:108)

2- ضرورة توسيع دائرة القواعد الشرعية على وجه يشمل مختلف الجوانب العقدية، والعبادية، والتعاملية، والخلقية، والدعوية - كما بينت في تمهيد البحث - ليعلم الدعاة أن القواعد الشرعية ليست خاصة بجانبي الأصول والفقه، وإنما هـي ضوابط وأحكام لمختلف الجوانب في حياة المسلم.

3- أهمية ربط كثير من المواقف الدعوية بالقواعد والضوابط الشرعية، والاستشهاد بالقواعد الأصولية والفقهية على الأحكام والمواقف الدعوية، ليعلم الدعاة أن الأحكام الدعوية في الإسلام لا تختلف في طبيعتها ومصادرها عن غيرها من الأحكام العقدية والفقهية.. وأن الأحكام الشرعية: التكليفية منها والوضعية، [ ص: 169 ] تستوعب جميع النشاطات الدعوية كما تستوعب غيرها من النشاطات... وأن الأحكام الشرعية مهما كان موضوعها هـي أحكام شرعية لا بد من الالتزام بها والتحاكم إليها.

4- ضرورة النظر إلى ما ورد في هـذا البحث من مواقف دعوية وربطها ببعض القواعد الشرعية على أنه اجتهاد شخصي، قد يتفق معي عليه الآخرون، وقد يخالفني فيه بعض الدعاة والعلماء، إلا أني أرجو ملحا ممن يخالفني الرأي في بعض هـذه المواقف والاستدلالات، أن لا تصرفه المخالفة في موقف أو مسألة أو استدلال، عن الاهتمام بأصل الموضوع، ألا وهو ضرورة توظيف القواعد الشرعية في سبيل ترشيد أبناء الصحوة الإسلامية فيعرض عنه بسبب مخالفته، في وقت تأكدت فيه هـذه الحاجة، وأصبحت ضرورة شرعية، ومصلحة دعوية

وحسبي في هـذا أنني خطوت خطوة في هـذا الطريق، وفتحت الباب أمام الباحثين والدعاة إلى سلوك هـذا المسلك، فإن أصبت فمن الله وحده، وإن أخطأت في بعض ما ذكرت فمن قصوري وضعفي.

وعذري : أني مجتهد فيما ذكرت، ومتطلع إلى النصح والتسديد ممن اطلع على خطأ، أو خالف في رأي.

وأسأل الله عز وجل أن يتقبل هـذا الجهد، وينفع به إخواننا الدعاة، وأن يديم عليها جميعا فضله وتسديده.

والحمد لله رب العالمين.. [ ص: 170 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية