قوله عز وجل:
nindex.php?page=treesubj&link=30549_31842_32028_34091_29017nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=23قال إنما العلم عند الله وأبلغكم ما أرسلت به ولكني أراكم قوما تجهلون nindex.php?page=treesubj&link=30525_30539_31843_33678_29017nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=24فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم nindex.php?page=treesubj&link=30525_30532_30539_31843_34513_29017nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=25تدمر كل شيء بأمر ربها فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم كذلك نجزي القوم المجرمين nindex.php?page=treesubj&link=30532_30539_30549_30550_32409_29017nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=26ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء إذ كانوا يجحدون بآيات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون
المعنى: قال لهم
هود عليه السلام: إن هذا الوعيد ليس من قبلي، وإنما الأمر لله تعالى وعلم وقته عنده، وإنما علي أن أبلغ فقط، وقرأ جمهور الناس:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=23 "وأبلغكم" [ ص: 626 ] بفتح الباء وشد اللام، قال
nindex.php?page=showalam&ids=11971أبو حاتم : وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو في كل القرآن بسكون الباء وتخفيف اللام، و
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=23أراكم قوما تجهلون أي: مثل هذا من أمر الله تعالى، وتجهلون خلق أنفسكم.
والضمير في:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=24 "رأوه" يحتمل أن يعود على العذاب، ويحتمل أن يعود على الشيء المرئي الطارئ عليهم، وهو الذي فسره قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=24 "عارضا"، والعارض ما يعرض في الجو من السحاب الممطر، ومنه قول
الأعشى: يا من رأى عارضا قد بت أرمقه ... كأنما البرق في حافاته الشعل
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة : العارض: الذي في أقطار السماء عشيا ثم يصبح من الغد قد استوى، وروي في معنى قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=24مستقبل أوديتهم أن هؤلاء القوم كانوا قد قحطوا مدة، فطلع عليهم هذا العارض على الهيئة والجهة التي يمطرون بها أبدا، جاءهم من قبل واد لهم يسمونه المغيث، قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما: ففرحوا به وقالوا: هذا عارض ممطرنا، وقد كذب هو فيما أوعد به، فقال لهم
هود عليه السلام: ليس الأمر كما رأيتم، بل هو ما استعجلتم به في قولكم:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=22فأتنا بما تعدنا ، ثم قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=24ريح فيها عذاب أليم ، وفي قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : " ممطرنا قال
هود بل هو" بإظهار المقدر، لأن قراءة الجمهور هي كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=23يدخلون عليهم من كل باب nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=24سلام عليكم ، أي: يقولون: سلام عليكم.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : وقرأ قوم: "بل هو ما استعجلتم به" بضم التاء الأولى وكسر الجيم، و
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=24 "ريح" بدل من المبتدأ في قوله: "هو ما"، و
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=24 "ممطرنا" هو نعت لـ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=24 "عارض"، وهو نكرة إضافته غير محضة، لأن التقدير: ممطر لنا في المستقبل، فهو في حكم الانفصال، وقد مضى في غير هذه السورة قصص الريح التي هبت عليهم، وأنها كانت تحمل الظعينة كجرادة.
[ ص: 627 ] و
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=25 "تدمر" معناه: تهلك، والدمار: الهلاك، ومنه قول
جرير :
وكان لهم كبكر ثمود لما ... رغا دهرا فدمرهم دمارا
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=25كل شيء ظاهره العموم ومعناه: الخصوص في كل ما أمرت بتدميره، وروي أن هذه الريح رمتهم أجمعين في البحر.
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة nindex.php?page=showalam&ids=16273وعاصم : "لا يرى بالياء على بناء الفعل للمفعول،
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=25 "مساكنهم" رفعا. التقدير: لا يرى شيء منهم، وقرأ جمهور القراء: "لا ترى إلا مساكنهم" أي: لا ترى أيها المخاطب شيئا منهم، [وهي قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ،
nindex.php?page=showalam&ids=16724وعمرو بن ميمون ،
nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن -بخلاف عنه-
nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد nindex.php?page=showalam&ids=16748وعيسى nindex.php?page=showalam&ids=16258وطلحة ]، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن بن أبي الحسن، والجحدري، nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16724وعمرو بن ميمون ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش ،
وابن أبي إسحاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=12004وأبو رجاء ،
nindex.php?page=showalam&ids=16871ومالك بن دينار يعني بلا خلاف عنهما خاصة ممن ذكر-: "لا ترى" بالتاء المنقوطة من فوق مضمومة
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=25 "إلا مساكنهم" رفعا، ورويت عن
nindex.php?page=showalam&ids=16447ابن عامر ، وهذا نحو قول
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذي الرمة :
كأنه جمل وهم وما بقيت ... إلا النجيزة والألواح والعصب
[ ص: 628 ] ونحو قوله:
................... ... فما بقيت إلا الضلوع الجراشع
وفي هذه القراءة استكراه، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ،
nindex.php?page=showalam&ids=16748وعيسى : "مسكنهم" على الإفراد الذي هو اسم الجنس، والجمهور على الجمع في اللفظة، ووجه الإفراد تصغير الشأن وتقريبه، كما قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=67ثم يخرجكم طفلا .
ثم خاطب تعالى قريشا -على جهة الموعظة- بقوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=26ولقد مكناهم فيما إن "ما" ، بمعنى الذي، و"إن" نافية وقعت مكان "ما" ليختلف اللفظ، ولا يتصل "ما" ب "ما" ، لأن الكلام كأنه قال: في الذي ما مكناكم، ومعنى الآية: ولقد أعطيناهم من القوة والغنى والبسطة في الأموال والأجسام ما لم نعطكم، ونالهم بسبب كفرهم هذا
[ ص: 629 ] العذاب، فأنتم أحرى بذلك إذا كفرتم، وقالت فرقة: "إن" شرطية، والجواب محذوف تقديره: في الذي إن مكناكم فيه طغيتم، وهذا تنطع في التأويل.
ثم عدد تعالى عليهم نعم الحواس والإدراك، وأخبر أنها لم تغن حين لم تستعمل على ما يجب، و "ما" : نافية في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=26فما أغنى عنهم ، ويقوي ذلك دخول "من" في قوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=26من شيء ، وقالت فرقة: "ما" في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=26فما أغنى عنهم استفهام بمعنى التقرير، و
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=26من شيء -على هذا- تأكيد، وهذا على غير مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه في دخول "من" في الواجب.
و "حاق" معناه: نزل ولزم، وهذا مستعمل في المكاره، والمعنى: جزاء ما كانوا به يستهزءون.
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=treesubj&link=30549_31842_32028_34091_29017nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=23قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ nindex.php?page=treesubj&link=30525_30539_31843_33678_29017nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=24فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ nindex.php?page=treesubj&link=30525_30532_30539_31843_34513_29017nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=25تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لا يُرَى إِلا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ nindex.php?page=treesubj&link=30532_30539_30549_30550_32409_29017nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=26وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصَارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ
الْمَعْنَى: قَالَ لَهُمْ
هُودٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنَّ هَذَا الْوَعِيدَ لَيْسَ مِنْ قِبَلِي، وَإِنَّمَا الْأَمْرُ لِلَّهِ تَعَالَى وَعِلْمُ وَقْتِهِ عِنْدَهُ، وَإِنَّمَا عَلَيَّ أَنَّ أُبَلِّغَ فَقَطْ، وَقَرَأَ جُمْهُورُ النَّاسِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=23 "وَأُبَلِّغُكُمْ" [ ص: 626 ] بِفَتْحِ الْبَاءِ وَشَدِّ اللَّامِ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11971أَبُو حَاتِمٍ : وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أَبُو عَمْرٍو فِي كُلِّ الْقُرْآنِ بِسُكُونِ الْبَاءِ وَتَخْفِيفِ اللَّامِ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=23أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ أَيْ: مِثْلُ هَذَا مِنْ أَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى، وَتَجْهَلُونَ خَلْقَ أَنْفُسِكُمْ.
وَالضَّمِيرُ فِي:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=24 "رَأَوْهُ" يُحْتَمَلُ أَنْ يَعُودَ عَلَى الْعَذَابِ، وَيُحْتَمَلَ أَنْ يَعُودَ عَلَى الشَّيْءِ الْمَرْئِيِّ الطَّارِئِ عَلَيْهِمْ، وَهُوَ الَّذِي فَسَّرَهُ قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=24 "عَارِضًا"، وَالْعَارِضُ مَا يَعْرِضُ فِي الْجَوِّ مِنَ السَّحَابِ الْمُمْطِرِ، وَمِنْهُ قَوْلُ
الْأَعْشَى: يَا مَنْ رَأَى عَارِضًا قَدْ بِتُّ أَرْمُقُهُ ... كَأَنَّمَا الْبَرْقُ فِي حَافَاتِهِ الشَّعْلُ
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12078أَبُو عُبَيْدَةَ : الْعَارِضُ: الَّذِي فِي أَقْطَارِ السَّمَاءِ عَشِيًّا ثُمَّ يُصْبِحُ مِنَ الْغَدِ قَدِ اسْتَوَى، وَرُوِيَ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=24مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ أَنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ كَانُوا قَدْ قَحَطُوا مُدَّةً، فَطَلَعَ عَلَيْهِمْ هَذَا الْعَارِضُ عَلَى الْهَيْئَةِ وَالْجِهَةِ الَّتِي يُمْطِرُونَ بِهَا أَبَدًا، جَاءَهُمْ مِنْ قِبَلِ وَادٍ لَهُمْ يُسَمُّونَهُ الْمُغِيثَ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: فَفَرِحُوا بِهِ وَقَالُوا: هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا، وَقَدْ كَذَبَ هُوَ فِيمَا أَوْعَدَ بِهِ، فَقَالَ لَهُمْ
هُودٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ: لَيْسَ الْأَمْرُ كَمَا رَأَيْتُمْ، بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ فِي قَوْلِكُمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=22فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا ، ثُمَّ قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=24رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ، وَفِي قِرَاءَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ : " مُمْطِرُنَا قَالَ
هُودٌ بَلْ هُوَ" بِإِظْهَارِ الْمُقَدَّرِ، لِأَنَّ قِرَاءَةَ الْجُمْهُورِ هِيَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=23يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=24سَلامٌ عَلَيْكُمْ ، أَيْ: يَقُولُونَ: سَلَامٌ عَلَيْكُمْ.
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : وَقَرَأَ قَوْمٌ: "بَلْ هُوَ مَا اسْتُعْجِلْتُمْ بِهِ" بِضَمِّ التَّاءِ الْأُولَى وَكَسْرِ الْجِيمِ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=24 "رِيحٌ" بَدَلٌ مِنَ الْمُبْتَدَأِ فِي قَوْلِهِ: "هُوَ مَا"، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=24 "مُمْطِرُنَا" هُوَ نَعْتٌ لـ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=24 "عَارِضٌ"، وَهُوَ نَكِرَةٌ إِضَافَتُهُ غَيْرُ مَحْضَةٍ، لِأَنَّ التَّقْدِيرَ: مُمْطِرٌ لَنَا فِي الْمُسْتَقْبَلِ، فَهُوَ فِي حُكْمِ الِانْفِصَالِ، وَقَدْ مَضَى فِي غَيْرِ هَذِهِ السُّورَةِ قِصَصُ الرِّيحِ الَّتِي هَبَّتْ عَلَيْهِمْ، وَأَنَّهَا كَانَتْ تَحْمِلُ الظَّعِينَةَ كَجَرَادَةٍ.
[ ص: 627 ] وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=25 "تُدَمِّرُ" مَعْنَاهُ: تُهْلِكُ، وَالدَّمَارُ: الْهَلَاكُ، وَمِنْهُ قَوْلُ
جَرِيرٍ :
وَكَانَ لَهُمْ كَبِكْرِ ثَمُودَ لَمَّا ... رَغَا دَهْرًا فَدَمَّرَهُمْ دَمَارًا
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=25كُلَّ شَيْءٍ ظَاهِرُهُ الْعُمُومُ وَمَعْنَاهُ: الْخُصُوصُ فِي كُلِّ مَا أَمَرْتَ بِتَدْمِيرِهِ، وَرُوِيَ أَنَّ هَذِهِ الرِّيحَ رَمَتْهُمْ أَجْمَعِينَ فِي الْبَحْرِ.
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=16273وَعَاصِمٌ : "لَا يَرَى بِالْيَاءِ عَلَى بِنَاءِ الْفِعْلِ لِلْمَفْعُولِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=25 "مَسَاكِنُهُمْ" رَفْعًا. التَّقْدِيرُ: لَا يَرَى شَيْءٌ مِنْهُمْ، وَقَرَأَ جُمْهُورُ الْقُرَّاءِ: "لَا تَرَى إِلَّا مَسَاكِنَهُمْ" أَيْ: لَا تَرَى أَيُّهَا الْمُخَاطَبُ شَيْئًا مِنْهُمْ، [وَهِيَ قِرَاءَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16724وَعَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14102وَالْحَسَنِ -بِخِلَافٍ عَنْهُ-
nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16748وَعِيسَى nindex.php?page=showalam&ids=16258وَطَلْحَةَ ]، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ، وَالْجَحْدَرِيُّ، nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16724وَعَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ ،
وَابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12004وَأَبُو رَجَاءٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16871وَمَالِكُ بْنُ دِينَارٍ يَعْنِي بِلَا خِلَافٍ عَنْهُمَا خَاصَّةً مِمَّنْ ذَكَرَ-: "لَا تَرَى" بِالتَّاءِ الْمَنْقُوطَةِ مِنْ فَوْقِ مَضْمُومَةٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=25 "إِلا مَسَاكِنُهُمْ" رَفْعًا، وَرُوِيَتْ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=16447ابْنِ عَامِرٍ ، وَهَذَا نَحْوُ قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذِي الرُّمَّةِ :
كَأَنَّهُ جَمَّلَ وَهْمٌ وَمَا بَقِيَتْ ... إِلَّا النَّجِيزَةُ وَالْأَلْوَاحُ وَالْعَصَبُ
[ ص: 628 ] وَنَحْوُ قَوْلِهِ:
................... ... فَمَا بَقِيَتْ إِلَّا الضُّلُوعُ الْجَرَاشِعُ
وَفِي هَذِهِ الْقِرَاءَةِ اسْتِكْرَاهٌ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16748وَعِيسَى : "مَسْكَنَهُمْ" عَلَى الْإِفْرَادِ الَّذِي هُوَ اسْمُ الْجِنْسِ، وَالْجُمْهُورُ عَلَى الْجَمْعِ فِي اللَّفْظَةِ، وَوَجْهُ الْإِفْرَادِ تَصْغِيرُ الشَّأْنِ وَتَقْرِيبُهُ، كَمَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=67ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلا .
ثُمَّ خَاطَبَ تَعَالَى قُرَيْشًا -عَلَى جِهَةِ الْمَوْعِظَةِ- بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=26وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ "مَا" ، بِمَعْنَى الَّذِي، وَ"إِنْ" نَافِيَةٌ وَقَعَتْ مَكَانَ "مَا" لِيَخْتَلِفَ اللَّفْظُ، وَلَا يَتَّصِلُ "مَا" بِ "مَا" ، لِأَنَّ الْكَلَامَ كَأَنَّهُ قَالَ: فِي الَّذِي مَا مَكَّنَّاكُمْ، وَمَعْنَى الْآيَةِ: وَلَقَدْ أَعْطَيْنَاهُمْ مِنَ الْقُوَّةِ وَالْغِنَى وَالْبَسْطَةِ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَجْسَامِ مَا لَمْ نُعْطِكُمْ، وَنَالَهُمْ بِسَبَبِ كُفْرِهِمْ هَذَا
[ ص: 629 ] الْعَذَابُ، فَأَنْتُمْ أَحْرَى بِذَلِكَ إِذَا كَفَرْتُمْ، وَقَالَتْ فِرْقَةٌ: "إِنْ" شَرْطِيَّةٌ، وَالْجَوَابُ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ: فِي الَّذِي إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ طَغَيْتُمْ، وَهَذَا تَنَطُّعٌ فِي التَّأْوِيلِ.
ثُمَّ عَدَّدَ تَعَالَى عَلَيْهِمْ نَعِمَ الْحَوَاسِّ وَالْإِدْرَاكِ، وَأَخْبَرَ أَنَّهَا لَمْ تُغْنِ حِينَ لَمْ تُسْتَعْمَلْ عَلَى مَا يَجِبُ، وَ "مَا" : نَافِيَةٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=26فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ ، وَيُقَوِّي ذَلِكَ دُخُولَ "مِنْ" فِي قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=26مِنْ شَيْءٍ ، وَقَالَتْ فِرْقَةٌ: "مَا" فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=26فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ اسْتِفْهَامٌ بِمَعْنَى التَّقْرِيرِ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=26مِنْ شَيْءٍ -عَلَى هَذَا- تَأْكِيدٌ، وَهَذَا عَلَى غَيْرِ مَذْهَبِ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ فِي دُخُولِ "مِنْ" فِي الْوَاجِبِ.
وَ "حَاقَ" مَعْنَاهُ: نَزَلَ وَلَزِمَ، وَهَذَا مُسْتَعْمَلٌ فِي الْمَكَارِهِ، وَالْمَعْنَى: جَزَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ.