قوله عز وجل:
آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا فريضة من الله إن الله كان عليما حكيما ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد فإن كان لهن ولد فلكم الربع مما تركن من بعد وصية يوصين بها أو دين
"آباؤكم وأبناؤكم" رفع الابتداء، والخبر مضمر. تقديره: هم المقسوم عليهم وهم المعطون، وهذا عرض للحكمة في ذلك، وتأنيس للعرب الذين كانوا يورثون على غير هذه الصفة، و "لا تدرون" عامل في الجملة بالمعنى ومعلق عن العمل في اللفظ بحسب المعمول فيه، إذ الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله، و"نفعا" قال [ ص: 485 ] مجاهد والسدي معناه: في الدنيا، أي: إذا اضطر إلى إنفاقهم للحاجة، نحا إليه وابن سيرين: وقد ينفقون دون اضطرار، وقال الزجاج، ابن عباس في الآخرة، أي بشفاعة الفاضل للمفضول، وقال والحسن: فيهما: واللفظ يقتضي ذلك، و"فريضة" نصب على المصدر المؤكد، إذ معنى "يوصيكم" :يفرض عليكم. وقال ابن زيد: وغيره: هي حال مؤكدة، ذلك ضعيف. والعامل "يوصيكم"، و"كان" هي الناقصة، قال مكي لما رأوا علما وحكمة قيل لهم: إن الله لم يزل هكذا، وصيغة "كان" لا تعطي إلا المضي، ومن المعنى بعد يعلم أن الله تعالى كان كذلك، وهو يكون، لا من لفظ الآية، وقال قوم: "كان" بمعنى وجد ووقع، و"عليما" حال، وفي هذا ضعف، ومن قال: "كان" زائدة فقوله خطأ. وقوله تعالى: سيبويه: ولكم نصف ما ترك أزواجكم ...الآية،. الخطاب للرجال، والولد هاهنا بنو الصلب وبنو ذكورهم وإن سفلوا، ذكرانا وإناثا، واحدا فما زاد، هذا بإجماع من العلماء.