[ ص: 40 ]
مقصودها ذم الهوى لإنتاجه الضلال والعمى بالإخلاد إلى الدنيا التي هي دار الكدور والبلاء، والتصرم والفناء، ومدح العلم لإثماره الهدى في الإقبال على الأخرى لأنها دار البقاء في السعادة أو الشقاء، سورة النجم في نذارته التي بينتها سورة (ق) وصدقتها (الذاريات) وأوقعتها وعينتها (الطور) كما تتبع في بشارته لأن علمه هو العلم لأنه لا ينطق عن الهوى لا في صريح الكناية ولا في بيانه له لأن الكل عن الله الذي له صفات الكمال فلا بد من بعث الخلق إليه وحشرهم لديه لتظهر حكمته غاية الظهور فيرفع أهل التزكي والظهور، ويضع أهل الفجور، ويفضح كل متحل بالزور، متجل للشرور، وعلى ذلك دل اسمها النجم عن تأمل القسم والجواب وما نظم به من نجوم الكتاب (بسم الله) الذي أحاط بصفات الكمال فلا يكون رسوله إلا من ذي الكمال (الرحمن) الذي عم الموجودات بصفة الجمال (الرحيم) الذي خص أهل وده بالإنقاذ من الضلال والهداية إلى ما يرضى من الخلال وصالح الأعمال. والحث على اتباع النبي (صلى الله عليه وسلم)