الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان شربهم لأدنى قطرة من ذلك في غاية العجب، [ ص: 218 ] أتبعه ما هو أعجب منه وهو شدة تملئهم منه فقال مسببا عما مضى: فشاربون أي منه شرب بالفتح في قراءة الجماعة وبالضم لنافع وعاصم وحمزة، وقرئ شاذا بالكسر والثلاثة مصادر، قال في القاموس: وشرب كسمع شربا ويثلث أو الشراب مصدر وبالضم والكسر اسمان، وبالفتح القوم: يشربون، وبالكسر: الماء والحظ منه، والمورد ووقت الشرب، والكل يصلح هنا الهيم أي الإبل العطاش لأن بها الهيام وهو داء يشبه الاستسقاء جمع أهيم، وقال القزاز: جمع هيماء وهو أي - الهيام - بالضم: داء يصيب الإبل فتشرب ولا تروى - انتهى. وقال: ذو الرمة:


                                                                                                                                                                                                                                      فأصبحت كالهيماء لا الماء مبرد ... صداها ولا يقضي عليها هيامها



                                                                                                                                                                                                                                      ويقال: الهيم: الرمل، ينصب فيه كل ما صب عليه، والمعنى أنه يسلط عليهم من الجوع ما يضطرهم إلى الأكل ثم من العطش ما يضطرهم إلى الشرب على هذه الهيئة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية