الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان التقدير دفعا لعناد. . . استشراف السامع إلى ما كان من حاله صلى الله عليه وسلم معهم قبل العذاب: لقد بالغ في شكرنا بوعظهم ونصحهم ودعائهم إلينا صرفا لما أنعمنا به عليه من الرسالة في أتم مواضعه، عطف عليه إيماء إليه قوله، مؤكدا لأن تمادي المحذور من العذاب على الإقامة في موجبه يكاد أن لا يصدق: ولقد أنذرهم أي رسولنا لوط عليه السلام بطشتنا أي: أخذتنا لهم المقرونة بشدة ما لنا من العظمة، ووحد إشارة إلى أنه لا يستهان بشيء من عذابه سبحانه بل الأخذة الواحدة كافية لما لنا من العظمة فهي غير محتاجة إلى التثنية، [ ص: 126 ] ودل على أن إنذاره كان جديرا بالقبول لكونه واضح الحقيقة بما سبب عن ذلك من قوله: فتماروا أي: تكلفوا الشك الواهي بالنذر أي: الإنذار مصدرا والإنذارات أو المنذرين حتى أداهم إلى التكذيب، فكان سببا للأخذ.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية