الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان التفكه لا يكمل حسنه إلا مع التنعم من طيب الفرش وغيره، قال مخبرا عن الذين يخافون مقام ربهم من قبيلي الإنس والجن مراعيا معنى "من" بعد مراعاة لفظها تحقيقا للواقع: متكئين أي: لهم ما ذكر في حال الاتكاء وهو التمكين بهيئة المتربع أو غيره من الكون على جنب، قال في القاموس: توكأ عليه: تحمل، واعتمد كأوكأ، والتكأة كهمزة: العصا، وما يتوكأ عليه، وضربه فأتكأه: ألقاه على هيئة المتكئ أو على جانبه الأيسر، وقال ابن القطاع: وضربته حتى أتكأته [ ص: 183 ] أي سقط على جانبه، وهو يدل على تمام التنعم بصحة الجسم وفراغ البال على فرش وعظمها بقوله مخاطبا للمكلفين بما تحتمل عقولهم وإلا فليس في الجنة ما يشبهه على الحقيقة شيء من الدنيا بطائنها أي: فما ظنك بظواهرها ووجوهها من إستبرق وهو ثخين الديباج يوجد فيه من حسنه بريق كأنه [من] شدة لمعانه يطلب إيجاده حتى كأنه نور مجرد.

                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان المتكئ قد يشق عليه القيام لتناول ما يريد قال: وجنى الجنتين أي: مجنيهما اسم بمعنى المفعول كأنه عبر به ليفهم سهولة نفس المصدر الذي هو الاجتناء دان أي: قريب من كل من يريده من متكئ وغيره لا يخرج إلى صعود شجرة، وموجود من كل حين يراد غير مقطوع ولا ممنوع.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية