ولما تقرر ذلك غاية التقرر، وكان موضع الإنكار عليهم، قال [ ص: 52 ] مسببا عن ذلك: أفتمارونه أي تستخرجون منه بجدالكم له فيما أخبركم به شكا فيه ولا شك فيه، وعبر بالمفاعلة في قراءة الجماعة عن حمزة والكسائي ويعقوب إشارة إلى اجتهادهم في تشكيكه، من مرى الشيء: استخرجه، ومرى الناقة: مسح ضرعها، فأمرى: در لبنها، والمرية بالكسر والضم: الشك والجدل على ما يرى على صفة مطابقة القلب والبصر، وذلك مما لم تجر العادة بدخول الشك فيه ولا قبوله للجدال، وزاد الأمر وضوحا بتصوير الحال الماضية بالتعبير بالمضارع إشارة إلى أنه كما لم يهم لم يلبس الأمر عليه، بل كأنه الآن ينظر.