ولما كان الانتشار قد يكون وجه المهل والوقار، قال مبينا أن الأمر على خلاف ذلك زيادة في هول ذلك اليوم وتقريرا لما تقدم من وصفه: مهطعين إلى الداع أي: مسرعين خائفين مقبلين بأبصارهم عليه لا يقلعون عنه، مادين أعناقهم نحوه مصوبي رؤوسهم لا يلتفتون إلى سواه كما يفعل من ينظر في ذل وخضوع وصمت واستكانة.
ولما بين حال الكل حصر حال المبطلين فقال: يقول أي على سبيل التكرار: الكافرون أي: الذين كانوا في الدنيا عريقين في ستر الأدلة وإظهار الأباطيل المضلة: هذا أي: الوقت الذي نحن فيه بما نرى من الأهوال يوم عسر أي: في غاية العسر والصعوبة والشدة، وذلك بحسب حالهم فيه.