ولما تمت الدلالة على إحاطة القدرة بما شوهد من الأفعال الهائلة [ ص: 135 ] التي لا تسعها قدرة غيره سبحانه، وكانوا يظنون أن أحواله غير مضبوطة لأنه لا يمكن ضبطها ولا يسعها علم عالم ولا سيما إذا ادعى أنه واحد، شرع في إتمام الإخبار بعظمة القدرة بالإخبار بأن أفعالهم كلها مكتوبة فضلا عن كونها محفوظة فقال: وكل شيء فعلوه أي الأشياع في أي وقت كان، كائن بالكتابة في الزبر أي كتب الحفظة فليحذروا من أفعالهم فإنها غير منسية، هذا ما أطبق عليه القراء مما أدى إلى هذا المعنى من رفع "كل"، لأنه لو نصب لأوهم تعلق الجار بالفعل فيوهم أنهم فعلوا في الزبر كل شيء من الأشياء وهو فاسد.