ثم استأنف ما يفعل بهم فيها فقال: يطوفون بينها أي: بين دركة النار التي تتجهمهم وبين حميم أي ماء حار هو من شدة حرارته ذو دخان.
ولما كان هذا الاسم يطلق على البارد، بين أمره فقال: آن أي: بالغ حره إلى غاية ليس وراءها غاية، قال الرازي في اللوامع: وقيل: حاضر، وبه سمي الحال بالآن لأنه الحاضر الموجود، فإن الماضي لا تدارك له والمستقبل أمل وليس لنا إلا الآن، ثم "الآن" ليس بثابت طرفة عين، لأن الآن هو الجزء المشترك بين زمانين، فهم دائما يترددون بين عذابي النار المذيبة للظاهر والماء المقطع بحره للباطن لا يزال حاضرا لهم تردد الطائف الذي لا أول لتردده ولا آخر.