ولما كانت
nindex.php?page=treesubj&link=8435الغنائم التي تقسم بين الجيش إنما هي ما قاتلوا عليه، وأما ما أتى منها بغير قتال فهو فيء يأخذه الإمام فيقسمه خمسة أخماس، ثم يقسم خمسا منها خمسة أقسام، أحدها وهو كان للنبي صلى الله عليه وسلم يكون بعده لمصالح المسلمين، والأقسام الأربعة [الأخرى] من هذا الخمس لمن ذكر في الآية بعدها، والأربعة الأخماس الكائنة من أصل القسمة وهي التي كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأنها حصلت بكفايته وإرعابه للعدو، تفرق بين المرتزقة من جميع النواحي، فكانت الأموال كلها لله إنعاما على من يعبده بما شرعه على ألسنة رسله عليهم الصلاة والسلام، كانت أموال الكفار في أيديهم غصبا غصبوه
[ ص: 420 ] من أوليائه، فخص سبحانه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأموال
بني النضير يضعها حيث يشاء لأنها فيء فقال:
nindex.php?page=treesubj&link=28723_30869_32445_33679_34092_29030nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=6وما أفاء الله أي رد الملك الذي له الأمر كله ردا سهلا بعد أن كان فيما يظهر في غاية العسر والصعوبة
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=6على رسوله فصيره في يده بعد أن كان خروجه عنها بوضع أيدي الكفار عليه ظلما وعدوانا كما دل عليه التعبير بالفيء الذي هو عود الظل إلى الناحية التي كان ابتدأ منها
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=6منهم أي ردا مبتدئا من الفاسقين، فبين أن هذا فيء لا غنيمة، ويدخل في الفيء أموال من مات منهم عن غير وارث وكذا الجزية، وأما الغنيمة فهي ما كان بقتال وإيجاف خيل وركاب.
ولما كان الحرب إنما هو كر وفر في إسراع وخفة ورشاقة بمخاتلة الفرسان ومراوغة الشجعان ومغاورة أهل الضرب والطعان، قال معللا لكونه فيئا:
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=6فما أوجفتم أي أسرعتم، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق: حركتم واتبعتم في السير - انتهى، وذلك الإيجاف للغلبة
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=6عليه وأعرق في النفي بالجار فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=6من خيل وأكد بإعادة النافي لظن من ظن أنه غنيمة لإحاطتهم بهم فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=6ولا ركاب أي إبل، غلب ذلك عليها من بين المركوبات، ولا قطعتم من أجله مسافة، فلم تحصل لكم كبير مشقة في حوز أموالهم لأن قريتهم كانت في حكم
المدينة الشريفة ليس بينها
[ ص: 421 ] وبين ما يلي منها مسافة بل هي ملاصقة لإحدى قرى الأنصار التي المدينة اسم لها كلها، وهي قرية
بني عمرو بن عوف في
قباء بينهما وبين القرية [التي] كان رسول الله نازلا بها نحو ميلين، فمشى الكل مشيا ولم يركب إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقاتلوا بها قتالا بعد، فلذلك جعلها الله فيئا ولم يجعلها غنيمة، فهي تقسم
nindex.php?page=treesubj&link=8586قسمة الفيء، لا قسمة الغنيمة، فخمسها لأهل خمس الغنيمة وهم الأصناف الخمسة المذكورون في الآية التي بعدها، وما فضل فهو الأربعة الأخماس له صلى الله عليه وسلم مضمومة إلى ما حازه من خمس الخمس.
ولما كان معنى هذا: فما كان التسليط بكم، استدرك بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=6ولكن الله أي الذي له العز كله فلا كفؤ له
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=6يسلط رسله أي له هذه السنة في كل زمن
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=6على من يشاء بجعل ما آتاهم سبحانه من الهيبة رعبا في قلوب أعدائه، فهو الذي سلط رسوله صلى الله عليه وسلم على هؤلاء بأن ألقى في روعه الشريف أن يذهب إليهم فيسألهم الإعانة في دية العامريين اللذين قتلهما
عمرو بن أمية الضمري رضي الله عنه خطأ، فلما جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جانب بيت من بيوتهم، وكانوا موادعين له صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=treesubj&link=28842نقضوا عهدهم خفية مكرا منهم بعد أن رحبوا به ووعدوه الإعانة وأمروا أحدهم أن يرمي عليه من
[ ص: 422 ] فوق السطح صخرة لتقتله، فأعلمه [الله] بهذا فذهب وترك أصحابه هناك حتى لحقوا به، وهذا بعد ما كان
حيي فعل من قدومه
مكة وندمه لقريش إلى حرب النبي صلى الله عليه وسلم ومعاقدته لهم على أن يكون معهم عليه عليه الصلاة والسلام، وإعلام الله بذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل إليهم بعد ما أصبح أنكم [قد] خنتم الله ورسوله، فأردتم أن تفعلوا كذا، وأن الأرض لله ورسوله، فاخرجوا منها وقد أجلتكم عشرا، فمكثوا على ذلك أياما يتجهزون ودس إليهم
ابن أبي ومن معه من المنافقين أنهم معهم في الشدة والرخاء لا يسلمونهم، وقال
ابن أبي: معي ألفان من قومي وغيرهم من العرب يدخلون حصنكم فيموتون من عند آخرهم، وتمدكم
قريظة وحلفاؤكم من
غطفان فطمع
حيي بن أخطب في ذلك فأرسل: إنا لا نخرج من ديارنا فاصنع ما بدا لك، فقصدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في المؤمنين يحمل رايته
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب رضي الله عنه فصلى العصر بفنائهم بعد أن استعمل على
المدينة nindex.php?page=showalam&ids=100ابن [أم] مكتوم رضي الله عنه وأقام عليهم ست ليال وهم متحصنون، فقطع من نخلهم [وحرق] فنادوه أن قد كنت تنهى عن الفساد وتعيبه على من صنعه فما بالك تقطع النخل، وتربصوا نصر
ابن أبي ومن معه على
[ ص: 423 ] ما قالوا فلم يفوا لهم، فألقى الله الرعب في قلوبهم فأرسلوا بالإجابة، فقال: لا إلا أن يكون [لي] سلاحكم وما لم تقدروا على حمله على إبلكم من أموالكم، فتوقفوا ثم أجابوا فحملوا من أموالهم ما استقلت به الإبل إلا الحلقة، وذهبوا على ستمائة بعير، وأظهروا الحلي والحلل وأبدى نساؤهم زينتهن فلحق بعضهم
بخيبر وبعضهم
بالشام وخلوا الأموال والحلقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسلم منهم إلا رجلان
يامين بن عمرو وأبو سعد بن وهب، أسلما على أموالهما فأحرزاها فجعل الله أموال من لم يسلم منهم فيئا لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة به يضعها حيث يشاء كما روي ذلك في الصحيح عن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه في قصة مخاصمة
nindex.php?page=showalam&ids=8علي nindex.php?page=showalam&ids=18والعباس رضي الله عنهما، وفيه أنه من خصائصه صلى الله عليه وسلم فإنه قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=682530إن الله قد خص رسوله صلى الله عليه وسلم في هذا الفيء بشيء لم يعطه أحدا غيره، ثم قرأ nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=6وما أفاء الله على رسوله منهم إلى قوله تعالى: nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=6قدير فكانت خالصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما احتازها دونكم ولا استأثر بها عليكم قد أعطاكموها وبثها فيكم حتى بقي منها هذا المال - يعني الذي وقع خصامهما فيه، فكان ينفق رسول الله
[ ص: 424 ] صلى الله عليه وسلم على أهله نفقة سنتهم من هذا المال ثم يأخذ ما بقي فيجعله مجعل ما لله، وفي الصحيح أيضا عن
مالك بن أوس بن الحدثان عن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=652689كانت أموال بني النضير مما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم ما لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب، فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة ينفق [على أهله] منها نفقة سنة ثم يجعل ما بقي في السلاح والكراع عدة في سبيل الله - انتهى، وقد قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم أموالهم بعد ما تركه لنفسه بين المهاجرين، لم يعط الأنصار منه شيئا إلا ثلاثة نفر كانت بهم حاجة شديدة:
nindex.php?page=showalam&ids=262أبا دجانة سماك بن خرشة nindex.php?page=showalam&ids=3753وسهل بن حنيف والحارث بن الصمة رضي الله عنهم، [وكان لسيف
ابن أبي الحقيق عندهم ذكر فنفله
nindex.php?page=showalam&ids=307سعد بن معاذ رضي الله عنه[ وقال
الأصبهاني: إن
nindex.php?page=treesubj&link=8586_8585الفيء كان يقسم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على خمسة وعشرين سهما أربعة أخماسها وهي عشرون سهما لرسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل بها ما يشاء ويحكم فيها ما أراد، والخمس الباقي على ما يقسم عليه خمس الغنيمة - يعني على رسول الله صلى الله عليه وسلم وذوي القربى ومن بعدهم، هكذا كان عمله صلى الله عليه وسلم [في صفاياه،
[ ص: 425 ] فلما توفي كانت إلى إمام المسلمين وكذا جميع ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم] لأنه قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=660310لا نورث، ما تركناه صدقة . فولي ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر رضي الله عنه ثم
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه، فكانا يفعلان [فيها] ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم: وقال
الأصبهاني رضي الله عنه أيضا عن
مالك بن أوس بن الحدثان رضي الله عنه: قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب رضي الله عنه
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=60إنما الصدقات للفقراء حتى بلغ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=60عليم حكيم ثم قال: هذه لهؤلاء ثم قرأ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=41واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه
ثم قال هذه لهؤلاء، ثم قرأ
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=7ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى حتى بلغ
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=8للفقراء المهاجرين nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=9والذين تبوءوا الدار والإيمان nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=10والذين جاءوا من بعدهم ثم قال: استوعبت هذه المسلمين عامة فليس أحد إلا له فيها حق، ثم قال: لئن عشت ليأتين الراعي نصيبه منه لم يعرق جبينه فيه - انتهى.
وقال
ابن عطية: ما أخذ النبي صلى الله عليه وسلم
لبني النضير ومن
فدك فهو خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم، وليس على
nindex.php?page=treesubj&link=30869حكم الغنيمة التي يوجف عليها ويقاتل فيها، ومذهب
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رضي الله عنه أن هذه الأموال التي هي فيء كبقية الفيء يقسم على [خمسة] أسهم: خمس منها للأصناف المذكورة أولها النبي صلى الله عليه وسلم وأربعة أخماسها له صلى الله عليه وسلم وحده، وأجاب
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي عن قول
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه،
[ ص: 426 ] فكانت هذه لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة بأنه عام أريد به الخاص، ومعناه، فكان ما بقي منها في يد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد إعطاء الخمس لأربابه خاصا به صلى الله عليه وسلم، لا يشك أحد في خصوصيته به، ثم إنه مع ذلك ما احتازه دونهم بل كان يفعل ما ذكر في الحديث من الإيثار، قال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رضي الله عنه: لأنا لا نشك أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى الأصناف المذكورين في الآية منها حقهم وقد عهدنا أن حق هؤلاء الأصناف من مال المشركين الخمس كما هو صريح في سورة الأنفال، واستفيد من قول
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه "إنها كانت للنبي صلى الله عليه وسلم" أنه كان له ما كان يشترك فيه المسلمون [من الخمس من الغنيمة التي حصلت بما حصل للكفار من الرعب منهم، والذي كان يشترك فيه المسلمون] بعد الخمس هو أربعة الأخماس والنبي صلى الله عليه وسلم قام مقام المسلمين فيه إذ هم لم يوجفوا عليه بخيل ولا ركاب. وإنما حصل ذلك بالرعب الذي ألقاه الله لرسوله صلى الله عليه وسلم في قلوب المشركين. فكانت الأربعة الأخماس تختص ممن كان السبب في حصول الجميع [كما في الغنيمة، فعلى هذا الفيء الغنيمة لا يختلفان في أن الأربعة الأخماس تختص لمن كان السبب
[ ص: 427 ] في حصول الجميع] وأن خمس المالين يكون للأصناف المذكورة، والذي كان له صلى الله عليه وسلم من الفيء من الأربعة الأخماس يكون بعد موته صلى الله عليه وسلم للمقاتلة لأنه حصل بالرعب الحاصل للكفار منهم كأربعة أخماس الغنيمة التي حصلت بقتالهم.
ولما كانت قدرته سبحانه عامة بالتسليط وغيره، أظهر ولم يضمر فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=6والله أي الملك الذي له الكمال كله
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=6على كل شيء أي [أي شيء] يصح أن تتعلق المشيئة به وهو كل ممكن من التسليط وغيره
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=6قدير أي بالغ القدرة إلى أقصى الغايات، والآية تدل على أن إيجاف الخيل والركاب وقصد العدو إلى الأماكن الشاسعة له وقع كبير في النفوس ورعب عظيم.
وَلَمَّا كَانَتِ
nindex.php?page=treesubj&link=8435الْغَنَائِمُ الَّتِي تُقَسَّمُ بَيْنَ الْجَيْشِ إِنَّمَا هِيَ مَا قَاتَلُوا عَلَيْهِ، وَأَمَّا مَا أَتَى مِنْهَا بِغَيْرِ قِتَالٍ فَهُوَ فَيْءٌ يَأْخُذُهُ الْإِمَامُ فَيُقَسِّمُهُ خَمْسَةَ أَخْمَاسٍ، ثُمَّ يُقَسِّمُ خُمْسًا مِنْهَا خَمْسَةَ أَقْسَامٍ، أَحَدُهَا وَهُوَ كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكُونُ بَعْدَهُ لِمَصَالِحِ الْمُسْلِمِينَ، وَالْأَقْسَامُ الْأَرْبَعَةُ [الْأُخْرَى] مِنْ هَذَا الْخُمْسِ لِمَنْ ذُكِرَ فِي الْآيَةِ بَعْدَهَا، وَالْأَرْبَعَةُ الْأَخْمَاسِ الْكَائِنَةُ مِنْ أَصْلِ الْقِسْمَةِ وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَنَّهَا حَصَلَتْ بِكِفَايَتِهِ وَإِرْعَابِهِ لِلْعَدُوِّ، تُفَرَّقُ بَيْنَ الْمُرْتَزِقَةِ مِنْ جَمِيعِ النَّوَاحِي، فَكَانَتِ الْأَمْوَالُ كُلُّهَا لِلَّهِ إِنْعَامًا عَلَى مَنْ يَعْبُدُهُ بِمَا شَرَعَهُ عَلَى أَلْسِنَةِ رُسُلِهِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، كَانَتْ أَمْوَالُ الْكُفَّارِ فِي أَيْدِيهِمْ غَصْبًا غَصَبُوهُ
[ ص: 420 ] مِنْ أَوْلِيَائِهِ، فَخَصَّ سُبْحَانَهُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَمْوَالِ
بَنِي النَّضِيرِ يَضَعُهَا حَيْثُ يَشَاءُ لِأَنَّهَا فَيْءٌ فَقَالَ:
nindex.php?page=treesubj&link=28723_30869_32445_33679_34092_29030nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=6وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ أَيْ رَدَّ الْمَلِكُ الَّذِي لَهُ الْأَمْرُ كُلُّهُ رَدًّا سَهْلًا بَعْدَ أَنْ كَانَ فِيمَا يَظْهَرُ فِي غَايَةِ الْعُسْرِ وَالصُّعُوبَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=6عَلَى رَسُولِهِ فَصَيَّرَهُ فِي يَدِهِ بَعْدَ أَنْ كَانَ خُرُوجُهُ عَنْهَا بِوَضْعِ أَيْدِي الْكُفَّارِ عَلَيْهِ ظُلْمًا وَعُدْوَانًا كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ التَّعْبِيرُ بِالْفَيْءِ الَّذِي هُوَ عَوْدُ الظِّلِّ إِلَى النَّاحِيَةِ الَّتِي كَانَ ابْتَدَأَ مِنْهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=6مِنْهُمْ أَيْ رَدًّا مُبْتَدِئًا مِنَ الْفَاسِقِينَ، فَبَيَّنَ أَنَّ هَذَا فَيْءٌ لَا غَنِيمَةٌ، وَيَدْخُلُ فِي الْفَيْءِ أَمْوَالُ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ عَنْ غَيْرِ وَارِثٍ وَكَذَا الْجِزْيَةُ، وَأَمَّا الْغَنِيمَةُ فَهِيَ مَا كَانَ بِقِتَالٍ وَإِيجَافِ خَيْلٍ وَرِكَابٍ.
وَلَمَّا كَانَ الْحَرْبُ إِنَّمَا هُوَ كَرٌّ وَفَرٌّ فِي إِسْرَاعٍ وَخِفَّةٍ وَرَشَاقَةٍ بِمُخَاتَلَةِ الْفُرْسَانِ وَمُرَاوَغَةِ الشُّجْعَانِ وَمُغَاوَرَةِ أَهْلِ الضَّرْبِ وَالطِّعَانِ، قَالَ مُعَلِّلًا لِكَوْنِهِ فَيْئًا:
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=6فَمَا أَوْجَفْتُمْ أَيْ أَسْرَعْتُمْ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنُ إِسْحَاقَ: حَرَّكْتُمْ وَاتَّبَعْتُمْ فِي السَّيْرِ - انْتَهَى، وَذَلِكَ الْإِيجَافُ لِلْغَلَبَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=6عَلَيْهِ وَأَعْرَقَ فِي النَّفْيِ بِالْجَارِّ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=6مِنْ خَيْلٍ وَأَكَّدَ بِإِعَادَةِ النَّافِي لِظَنِّ مَنْ ظَنَّ أَنَّهُ غَنِيمَةٌ لِإِحَاطَتِهِمْ بِهِمْ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=6وَلا رِكَابٍ أَيْ إِبِلٍ، غَلَبَ ذَلِكَ عَلَيْهَا مِنْ بَيْنِ الْمَرْكُوبَاتِ، وَلَا قَطَعْتُمْ مِنْ أَجْلِهِ مَسَافَةً، فَلَمْ تَحْصُلْ لَكُمْ كَبِيرُ مَشَقَّةٍ فِي حَوْزِ أَمْوَالِهِمْ لِأَنَّ قَرْيَتَهُمْ كَانَتْ فِي حُكْمِ
الْمَدِينَةِ الشَّرِيفَةِ لَيْسَ بَيْنَهَا
[ ص: 421 ] وَبَيْنَ مَا يَلِي مِنْهَا مَسَافَةٌ بَلْ هِيَ مُلَاصِقَةٌ لِإِحْدَى قُرَى الْأَنْصَارِ الَّتِي الْمَدِينَةُ اسْمٌ لَهَا كُلِّهَا، وَهِيَ قَرْيَةُ
بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ فِي
قُبَاءَ بَيْنَهُمَا وَبَيْنَ الْقَرْيَةِ [الَّتِي] كَانَ رَسُولُ اللَّهِ نَازِلًا بِهَا نَحْوُ مِيلَيْنِ، فَمَشَى الْكُلُّ مَشْيًا وَلَمْ يَرْكَبْ إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يُقَاتِلُوا بِهَا قِتَالًا بَعْدُ، فَلِذَلِكَ جَعَلَهَا اللَّهُ فَيْئًا وَلَمْ يَجْعَلْهَا غَنِيمَةً، فَهِيَ تُقَسَّمُ
nindex.php?page=treesubj&link=8586قِسْمَةَ الْفَيْءِ، لَا قِسْمَةَ الْغَنِيمَةِ، فَخُمْسُهَا لِأَهْلِ خُمْسِ الْغَنِيمَةِ وَهُمُ الْأَصْنَافُ الْخَمْسَةُ الْمَذْكُورُونَ فِي الْآيَةِ الَّتِي بَعْدَهَا، وَمَا فَضَلَ فَهُوَ الْأَرْبَعَةُ الْأَخْمَاسِ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَضْمُومَةٌ إِلَى مَا حَازَهُ مِنْ خُمْسِ الْخُمْسِ.
وَلَمَّا كَانَ مَعْنَى هَذَا: فَمَا كَانَ التَّسْلِيطُ بِكُمُ، اسْتَدْرَكَ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=6وَلَكِنَّ اللَّهَ أَيِ الَّذِي لَهُ الْعِزُّ كُلُّهُ فَلَا كُفْؤَ لَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=6يُسَلِّطُ رُسُلَهُ أَيْ لَهُ هَذِهِ السُّنَّةُ فِي كُلِّ زَمَنٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=6عَلَى مَنْ يَشَاءُ بِجَعْلِ مَا آتَاهُمْ سُبْحَانَهُ مِنَ الْهَيْبَةِ رُعْبًا فِي قُلُوبِ أَعْدَائِهِ، فَهُوَ الَّذِي سَلَّطَ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى هَؤُلَاءِ بِأَنْ أَلْقَى فِي رَوْعِهِ الشَّرِيفِ أَنْ يَذْهَبَ إِلَيْهِمْ فَيَسْأَلَهُمُ الْإِعَانَةَ فِي دِيَةِ الْعَامِرِيَّيْنِ اللَّذَيْنِ قَتَلَهُمَا
عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَطَأً، فَلَمَّا جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جَانِبِ بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِهِمْ، وَكَانُوا مُوَادِعِينَ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=treesubj&link=28842نَقَضُوا عَهْدَهُمْ خُفْيَةً مَكْرًا مِنْهُمْ بَعْدَ أَنْ رَحَّبُوا بِهِ وَوَعَدُوهُ الْإِعَانَةَ وَأَمَرُوا أَحَدَهُمْ أَنْ يَرْمِيَ عَلَيْهِ مِنْ
[ ص: 422 ] فَوْقِ السَّطْحِ صَخْرَةً لِتَقْتُلَهُ، فَأَعْلَمَهُ [اللَّهُ] بِهَذَا فَذَهَبَ وَتَرَكَ أَصْحَابَهُ هُنَاكَ حَتَّى لَحِقُوا بِهِ، وَهَذَا بَعْدَ مَا كَانَ
حُيَيٌّ فَعَلَ مِنْ قُدُومِهِ
مَكَّةَ وَنَدْمِهِ لِقُرَيْشٍ إِلَى حَرْبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمُعَاقَدَتِهِ لَهُمْ عَلَى أَنْ يَكُونَ مَعَهُمْ عَلَيْهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَإِعْلَامِ اللَّهِ بِذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ بَعْدَ مَا أَصْبَحَ أَنَّكُمْ [قَدْ] خُنْتُمُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، فَأَرَدْتُمْ أَنْ تَفْعَلُوا كَذَا، وَأَنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ، فَاخْرُجُوا مِنْهَا وَقَدْ أَجَّلْتُكُمْ عَشْرًا، فَمَكَثُوا عَلَى ذَلِكَ أَيَّامًا يَتَجَهَّزُونَ وَدَسَّ إِلَيْهِمُ
ابْنُ أُبَيٍّ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُنَافِقِينَ أَنَّهُمْ مَعَهُمْ فِي الشِّدَّةِ وَالرَّخَاءِ لَا يُسْلِمُونَهُمْ، وَقَالَ
ابْنُ أُبَيٍّ: مَعِي أَلْفَانِ مِنْ قَوْمِي وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْعَرَبِ يَدْخُلُونَ حِصْنَكُمْ فَيَمُوتُونَ مِنْ عِنْدِ آخِرِهِمْ، وَتَمُدُّكُمْ
قُرَيْظَةُ وَحُلَفَاؤُكُمْ مِنْ
غَطَفَانَ فَطَمِعَ
حُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ فِي ذَلِكَ فَأَرْسَلَ: إِنَّا لَا نَخْرُجُ مِنْ دِيَارِنَا فَاصْنَعْ مَا بَدَا لَكَ، فَقَصَدَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمُؤْمِنِينَ يَحْمِلُ رَايَتَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَصَلَّى الْعَصْرَ بِفِنَائِهِمْ بَعْدَ أَنِ اسْتَعْمَلَ عَلَى
الْمَدِينَةِ nindex.php?page=showalam&ids=100ابْنَ [أُمِّ] مَكْتُومٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَقَامَ عَلَيْهِمْ سِتَّ لَيَالٍ وَهُمْ مُتَحَصِّنُونَ، فَقَطَعَ مِنْ نَخْلِهِمْ [وَحَرَقَ] فَنَادَوْهُ أَنْ قَدْ كُنْتَ تَنْهَى عَنِ الْفَسَادِ وَتَعِيبُهُ عَلَى مَنْ صَنَعَهُ فَمَا بَالُكَ تَقْطَعُ النَّخْلَ، وَتَرَبَّصُوا نَصْرَ
ابْنِ أُبَيٍّ وَمَنْ مَعَهُ عَلَى
[ ص: 423 ] مَا قَالُوا فَلَمْ يَفُوا لَهُمْ، فَأَلْقَى اللَّهُ الرُّعْبَ فِي قُلُوبِهِمْ فَأَرْسَلُوا بِالْإِجَابَةِ، فَقَالَ: لَا إِلَّا أَنْ يَكُونَ [لِي] سِلَاحُكُمْ وَمَا لَمْ تَقْدِرُوا عَلَى حَمْلِهِ عَلَى إِبِلِكُمْ مِنْ أَمْوَالِكُمْ، فَتَوَقَّفُوا ثُمَّ أَجَابُوا فَحَمَلُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ مَا اسْتَقَلَّتْ بِهِ الْإِبِلُ إِلَّا الْحَلْقَةَ، وَذَهَبُوا عَلَى سِتِّمِائَةِ بَعِيرٍ، وَأَظْهَرُوا الْحُلِيَّ وَالْحُلَلَ وَأَبْدَى نِسَاؤُهُمْ زِينَتَهُنَّ فَلَحِقَ بَعْضُهُمْ
بِخَيْبَرَ وَبَعْضُهُمْ
بِالشَّامِ وَخَلَّوُا الْأَمْوَالَ وَالْحَلْقَةَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يُسْلِمْ مِنْهُمْ إِلَّا رَجُلَانِ
يَامِينُ بْنُ عَمْرٍو وَأَبُو سَعْدِ بْنُ وَهْبٍ، أَسْلَمَا عَلَى أَمْوَالِهِمَا فَأَحْرَزَاهَا فَجَعَلَ اللَّهُ أَمْوَالَ مَنْ لَمْ يُسْلِمْ مِنْهُمْ فَيْئًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاصَّةً بِهِ يَضَعُهَا حَيْثُ يَشَاءُ كَمَا رُوِيَ ذَلِكَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي قِصَّةِ مُخَاصَمَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ nindex.php?page=showalam&ids=18وَالْعَبَّاسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَفِيهِ أَنَّهُ مِنْ خَصَائِصِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّهُ قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=682530إِنَّ اللَّهَ قَدْ خَصَّ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْفَيْءِ بِشَيْءٍ لَمْ يُعْطِهِ أَحَدًا غَيْرَهُ، ثُمَّ قَرَأَ nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=6وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=6قَدِيرٌ فَكَانَتْ خَالِصَةً لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاللَّهِ مَا احْتَازَهَا دُونَكُمْ وَلَا اسْتَأْثَرَ بِهَا عَلَيْكُمْ قَدْ أَعْطَاكُمُوهَا وَبَثَّهَا فِيكُمْ حَتَّى بَقِيَ مِنْهَا هَذَا الْمَالُ - يَعْنِي الَّذِي وَقَعَ خِصَامُهُمَا فِيهِ، فَكَانَ يُنْفِقُ رَسُولُ اللَّهِ
[ ص: 424 ] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَهْلِهِ نَفَقَةَ سَنَتِهِمْ مِنْ هَذَا الْمَالِ ثُمَّ يَأْخُذُ مَا بَقِيَ فَيَجْعَلُهُ مَجْعَلَ مَا لِلَّهِ، وَفِي الصَّحِيحِ أَيْضًا عَنْ
مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=652689كَانَتْ أَمْوَالُ بَنِي النَّضِيرِ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَمْ يُوجِفِ الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِ بِخَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ، فَكَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاصَّةً يُنْفِقُ [عَلَى أَهْلِهِ] مِنْهَا نَفَقَةَ سَنَةٍ ثُمَّ يَجْعَلُ مَا بَقِيَ فِي السِّلَاحِ وَالْكُرَاعِ عُدَّةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ - انْتَهَى، وَقَدْ قَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْوَالَهُمْ بَعْدَ مَا تَرَكَهُ لِنَفْسِهِ بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ، لَمْ يُعْطِ الْأَنْصَارَ مِنْهُ شَيْئًا إِلَّا ثَلَاثَةَ نَفَرٍ كَانَتْ بِهِمْ حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ:
nindex.php?page=showalam&ids=262أَبَا دُجَانَةَ سِمَاكَ بْنَ خَرَشَةَ nindex.php?page=showalam&ids=3753وَسَهْلَ بْنَ حَنِيفٍ وَالْحَارِثَ بْنَ الصِّمَّةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، [وَكَانَ لِسَيْفِ
ابْنِ أَبِي الْحَقِيقِ عِنْدَهُمْ ذِكْرٌ فَنَفَّلَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=307سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ[ وَقَالَ
الْأَصْبَهَانِيُّ: إِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=8586_8585الْفَيْءَ كَانَ يُقَسَّمُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ سَهْمًا أَرْبَعَةُ أَخْمَاسِهَا وَهِيَ عِشْرُونَ سَهْمًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُ بِهَا مَا يَشَاءُ وَيَحْكُمُ فِيهَا مَا أَرَادَ، وَالْخُمْسُ الْبَاقِي عَلَى مَا يُقَسَّمُ عَلَيْهِ خُمْسُ الْغَنِيمَةِ - يَعْنِي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَوِي الْقُرْبَى وَمَنْ بَعْدَهُمْ، هَكَذَا كَانَ عَمَلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [فِي صَفَايَاهُ،
[ ص: 425 ] فَلَمَّا تُوُفِّيَ كَانَتْ إِلَى إِمَامِ الْمُسْلِمِينَ وَكَذَا جَمِيعُ مَا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] لِأَنَّهُ قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=660310لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَاهُ صَدَقَةٌ . فَوَلِيَ ذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ثُمَّ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَكَانَا يَفْعَلَانِ [فِيهَا] مَا فَعَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَقَالَ
الْأَصْبَهَانِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَيْضًا عَنْ
مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=60إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ حَتَّى بَلَغَ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=60عَلِيمٌ حَكِيمٌ ثُمَّ قَالَ: هَذِهِ لِهَؤُلَاءِ ثُمَّ قَرَأَ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=41وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ
ثُمَّ قَالَ هَذِهِ لِهَؤُلَاءِ، ثُمَّ قَرَأَ
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=7مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى حَتَّى بَلَغَ
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=8لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=9وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=10وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ ثُمَّ قَالَ: اسْتَوْعَبَتْ هَذِهِ الْمُسْلِمِينَ عَامَّةً فَلَيْسَ أَحَدٌ إِلَّا لَهُ فِيهَا حَقٌّ، ثُمَّ قَالَ: لَئِنْ عِشْتُ لَيَأْتِيَنَّ الرَّاعِيَ نَصِيبُهُ مِنْهُ لَمْ يَعْرَقْ جَبِينُهُ فِيهِ - انْتَهَى.
وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ: مَا أَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لِبَنِي النَّضِيرِ وَمِنْ
فَدَكٍ فَهُوَ خَاصٌّ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَيْسَ عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=30869حُكْمِ الْغَنِيمَةِ الَّتِي يُوجَفُ عَلَيْهَا وَيُقَاتَلُ فِيهَا، وَمَذْهَبُ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ هَذِهِ الْأَمْوَالَ الَّتِي هِيَ فَيْءٌ كَبَقِيَّةِ الْفَيْءِ يُقَسَّمُ عَلَى [خَمْسَةِ] أَسْهُمٍ: خُمْسٌ مِنْهَا لِلْأَصْنَافِ الْمَذْكُورَةِ أَوَّلُهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَرْبَعَةُ أَخْمَاسِهَا لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحْدَهُ، وَأَجَابَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ عَنْ قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،
[ ص: 426 ] فَكَانَتْ هَذِهِ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاصَّةً بِأَنَّهُ عَامٌّ أُرِيدَ بِهِ الْخَاصُّ، وَمَعْنَاهُ، فَكَانَ مَا بَقِيَ مِنْهَا فِي يَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ إِعْطَاءِ الْخُمْسِ لِأَرْبَابِهِ خَاصًّا بِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَا يَشُكُّ أَحَدٌ فِي خُصُوصِيَّتِهِ بِهِ، ثُمَّ إِنَّهُ مَعَ ذَلِكَ مَا احْتَازَهُ دُونَهُمْ بَلْ كَانَ يَفْعَلُ مَا ذُكِرَ فِي الْحَدِيثِ مِنَ الْإِيثَارِ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لِأَنَّا لَا نَشُكُّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَى الْأَصْنَافَ الْمَذْكُورِينَ فِي الْآيَةِ مِنْهَا حَقَّهُمْ وَقَدْ عَهِدْنَا أَنَّ حَقَّ هَؤُلَاءِ الْأَصْنَافِ مِنْ مَالِ الْمُشْرِكِينَ الْخُمْسُ كَمَا هُوَ صَرِيحٌ فِي سُورَةِ الْأَنْفَالِ، وَاسْتُفِيدَ مِنْ قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "إِنَّهَا كَانَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" أَنَّهُ كَانَ لَهُ مَا كَانَ يَشْتَرِكُ فِيهِ الْمُسْلِمُونَ [مِنَ الْخُمْسِ مِنَ الْغَنِيمَةِ الَّتِي حَصَلَتْ بِمَا حَصَلَ لِلْكُفَّارِ مِنَ الرُّعْبِ مِنْهُمْ، وَالَّذِي كَانَ يَشْتَرِكُ فِيهِ الْمُسْلِمُونَ] بَعْدَ الْخُمْسِ هُوَ أَرْبَعَةُ الْأَخْمَاسِ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ مَقَامَ الْمُسْلِمِينَ فِيهِ إِذْ هُمْ لَمْ يُوجِفُوا عَلَيْهِ بِخَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ. وَإِنَّمَا حَصَلَ ذَلِكَ بِالرُّعْبِ الَّذِي أَلْقَاهُ اللَّهُ لِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قُلُوبِ الْمُشْرِكِينَ. فَكَانَتِ الْأَرْبَعَةُ الْأَخْمَاسِ تَخْتَصُّ مِمَّنْ كَانَ السَّبَبَ فِي حُصُولِ الْجَمِيعِ [كَمَا فِي الْغَنِيمَةِ، فَعَلَى هَذَا الْفَيْءُ الْغَنِيمَةُ لَا يَخْتَلِفَانِ فِي أَنَّ الْأَرْبَعَةَ الْأَخْمَاسِ تَخْتَصُّ لِمَنْ كَانَ السَّبَبَ
[ ص: 427 ] فِي حُصُولِ الْجَمِيعِ] وَأَنَّ خُمْسَ الْمَالَيْنِ يَكُونُ لِلْأَصْنَافِ الْمَذْكُورَةِ، وَالَّذِي كَانَ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْفَيْءِ مِنَ الْأَرْبَعَةِ الْأَخْمَاسِ يَكُونُ بَعْدَ مَوْتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْمُقَاتِلَةِ لِأَنَّهُ حَصَلَ بِالرُّعْبِ الْحَاصِلِ لِلْكُفَّارِ مِنْهُمْ كَأَرْبَعَةِ أَخْمَاسِ الْغَنِيمَةِ الَّتِي حَصَلَتْ بِقِتَالِهِمْ.
وَلَمَّا كَانَتْ قُدْرَتُهُ سُبْحَانَهُ عَامَّةً بِالتَّسْلِيطِ وَغَيْرِهِ، أَظْهَرَ وَلَمْ يُضْمِرْ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=6وَاللَّهُ أَيِ الْمَلِكُ الَّذِي لَهُ الْكَمَالُ كُلُّهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=6عَلَى كُلِّ شَيْءٍ أَيْ [أَيِّ شَيْءٍ] يَصِحُّ أَنْ تَتَعَلَّقَ الْمَشِيئَةُ بِهِ وَهُوَ كُلُّ مُمْكِنٍ مِنَ التَّسْلِيطِ وَغَيْرِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=6قَدِيرٌ أَيْ بَالِغُ الْقُدْرَةِ إِلَى أَقْصَى الْغَايَاتِ، وَالْآيَةُ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ إِيجَافَ الْخَيْلِ وَالرِّكَابِ وَقَصْدَ الْعَدُوِّ إِلَى الْأَمَاكِنِ الشَّاسِعَةِ لَهُ وَقْعٌ كَبِيرٌ فِي النُّفُوسِ وَرُعْبٌ عَظِيمٌ.